responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 14  صفحه : 338

و كيف يكون بينهم تواصل و قد طحنهم بكلكله البلى، فأكلهم الجنادل و الثرى، فأصبحوا بعد الحياة أمواتا، و بعد غضارة العيش رفاتا، فجع بهم الأحباب و سكنوا التراب، و ظعنوا فليس لهم اياب، هيهات هيهات «كلّا إنها كلمة هو قائلها و من ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون».

و كأن قد صرتم إلى ما صاروا إليه من البلى و الوحدة فى دار الموت، و ارتهنتهم في ذلك المضجع، و ضمّكم ذلك المستودع، فكيف بكم لو قد تناهت الامور، و بعثرت القبور و حصّل ما في الصّدور و وقعتم للتحصيل، بين يدي الملك الجليل، فطارت القلوب لاشفاقها من سلف الذنوب، هتكت منكم الحجب و الأستار، و ظهرت منكم العيوب و الأسرار «هنا لك تجزى كلّ نفس بما كسبت» إنّ اللّه يقول‌ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَساؤُا بِما عَمِلُوا وَ يَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى‌.

اغتنموا أيّام الصحّة قبل السقم، و أيام الشيبة قبل الهرم، و بادروا بالتوبة قبل النّدم، و لا يحملنّكم المهلة على طول الغفلة، فان الأجل يهدم الأمل، و الأيّام موكلة بنقص المدّة، و تفريق الأحبّة.

فبادروا رحمكم اللّه بالتوبة قبل حضور النوبة، و بروز اللّعبة التي لا ينتظر معه الأوبة و استعينوا على بعد المسافة بطول المخافة.

فكم من غافل وثق لغفلته، و تعلّل بمهلته، فأمّل بعيدا، و بنى مشيدا، فنقص بقرب أجله بعد أمله، فأجابه منيّته، فصار بعد العزّ و المنعة و الشرف و الرفعة مرتهنا بموبقات عمله، قد غاب فما رجع، و ندم فما انتفع، و شقى بما جمع في يومه و سعد به غيره في غده، و بقى مرتهنا بكسب يده، زاهلا عن أهله و ولده، لا يغنى عنه ما ترك فتيلا، و لا يجد إلى مناص سبيلا فعلهم عباد اللّه التعرّج و الدّلج و إلى أين المفرّ و المهرب، و هذا الموت في الطلب يخترم الأوّل فالأوّل، لا يتحنّن على ضعيف، و لا يعرّج على شريف، و الجديد ان يحثّان الأجل تحثيثا، و يسوقانه سوقا حثيثا، و كلّ ما هو آت فقريب، و من وراء ذلك العجب العجب فأعدّوا الجواب يوم الحساب، و أكثروا الزّاد ليوم المعاد، عصمنا اللّه و إياكم بطاعته، و أعاننا و اياكم‌

نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 14  صفحه : 338
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست