responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 14  صفحه : 333

و النّهى و الحكم و الالزام صارت ساكتة ذاهبة الاثر بالمرّة.

(و رياحهم راكدة) قال الشارح البحراني: ركود رياحهم‌ كناية عن سكون أحوالهم و خمول ذكرهم بعد العظمة في الصّدور انتهى.

و الأظهر أن يراد أنّ أعاصيرهم العاصفة الشديدة الهبوب التي كانت تهب بالرّتق و الفتق و السّياسات صارت ساكنة.

(و أجسادهم بالية) بعد بضاضتها و نضارتها (و ديارهم خالية) من أهلها بعد عمارتها (و آثارهم عافية) مندرسة بعد عظمتها و جلالتها.

(فاستبدلوا بالقصور المشيدة) المجصّصة الرّفيعة البنيان المحكمة القواعد و الأركان‌ (و النمارق الممهّدة) أى الوسائد المهيئة للمتكئين‌ (الصخور و الأحجار المسنّدة) اى‌ المستندة بعضها إلى بعض أو أنها كانت لهم سنادا (و القبور اللّاطئة الملحدة) أى اللاصقة بالأرض المعمول لها اللّحد كنايه‌ (التي قد بنى بالخراب فناؤها) أى على‌ الخراب‌، و المراد خراب‌ نفس القبور و تسرّع انهدامها، و انما نسب البناء إلى الفناء و لم يقل قد بنيت بالخراب، لأنّه من باب الكناية باقتضاء البلاغة و قد عرفت في ديباجة الشرح في مبحث الكناية أنّهم يقصدون إثبات شي‌ء لشي‌ء فيتركون التصريح باثباته له و يثبتونه لمتعلّقه كما في قول الشّاعر:

إنّ المروّة و السّماحة و الندى‌

في قبّة ضربت على ابن الحشرج‌

جعل الأوصاف الثلاثة في قبّة الممدوح و كنى به عن ثبوتها له و قول الاخر في وصف الخمر

صفراء لا تنزل الأحزان ساحتها

لو مسّها حجر مسّته سرّاء

كنى عن نفى الحزن عنها بنفيها عن ساحتها و هو أبلغ من التّصريح به و يحتمل أن يكون المراد خراب‌ الأبدان المدفونة فيها و فناؤها بالبلى‌ (و شيّد بالتراب بناؤها) و في وصفها بذلك أى بكون شيدها التراب دون الجصّ ايماء إلى هوانها و هوان من دفن فيها.

نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 14  صفحه : 333
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست