responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 14  صفحه : 324

تلك الأحوال أشبه شي‌ء بالغدر، انتهى.

أقول: مراده 7 أنّها مشهورة بالغدر و الخداع، معروفة بالمكر و الغرور غير مختفية حيلتها و مكيدتها على أهل البصيرة، لأنّها بكونها حلوة خضرة محفوفة بالشهوات و مهيّاة للامال و الامنيّات، أعجبت النّاس بشهواتها العاجلة و تحبّبت إليهم بلذّاتها الحاضرة، و تزيّنت بالغرور، فاغترّ بها كلّ من كان غافلا عن مكيدتها و افتتن بحبّها كلّ من كان جاهلا بحقيقتها، حتّى إذا أوقعتهم في حبائل محبّتها أبدت ما كان مضمرا في باطنها من مكرها و حيلتها، فلم يكن امرء منها في حبرة إلّا أعقبته بعدها عبرة و لم يلق من سرّائها بطنا إلّا منحته من ضرّائها ظهرا، و لم ينل أحد من غضارتها رغبا إلّا أرهقته من نوائبها تعبا، فكم من واثق بها قد فجعته، و ذى طمأنينة قد صرعته، و ذى ابهة قد جعلته حقيرا، و ذى نخوة قد ردّته ذليلا.

و كفى في ايضاح غدرها ما قاله بعض قدماء أهل الحقيقة و البصيرة من أنها الاخذة ما تعطى و المورثة بعد ذلك التبعة، السالبة لمن تكسو و المورثة بعد ذلك العرى، الواضعة لمن ترفع و المورثة بعد ذلك الجزع، التاركة لمن يعشقها و المورثة بعد ذلك الشقوة، المغوية لمن أطاعها الغدّارة بمن أئتمنها، هي المحبوبة التي لا تحبّ أحدا، الملزومة التي لا تلزم أحدا يوف لها و تغدر، و يصدق لها و تكذب و ينجز لها فتخلف، هى المعوّجة لمن استقام بها، و المتلاعبة بمن استمكنت منه بيناهى تطعمه إذ حولته مأكولا، و بيناهى تخدمه إذ جعلته خادما، و بيناهى تضحكه إذ ضحكت منه، و بيناهى تشتمه إذ شتمت منه، و بيناهى تبكيه إذ بكت عليه، و بيناهى قد بسطت يده بالعطية إذ بسطتها بالمسألة، و بينا هو فيها عزيز إذ أذلّته، و بينا هو فيها مكرّم إذ أهانته، و بينا هو فيها معظم إذ حقرته، و بينا هو فيها رفيع إذ وضعته، و بينا هى له مطيعة إذ عصته، و بينا هو فيها مسرور إذ أحزنته، و بينا هو فيها شبعان إذ أجاعته، و بينا هو فيها حىّ إذ أماتته.

فافّ لها من دار هذه صفتها تضع التاج على رأسه غدوة، و تعفّر خدّه بالتراب‌

نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 14  صفحه : 324
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست