قوله 7: دار، خبر لمبتدأ محذوف أى الدّنيا دار، و قوله: أحوال مختلفة أيضا خبر
محذوف المبتدأ أى أحوالها أحوال مختلفة، و قوله: الأمان منها معدوم، في نسخة
الشّارح المعتزلي و كذا البحراني بدل منها فيها، و قوله: ترميهم بسهامها الباء
للتّعدية إلى المفعول الثّاني أى ترمى إليهم سهامها، و قوله: تفنيهم بحمامها الباء
للالة، و قوله: إنّكم و ما أنتم فيه، الواو بمعنى مع، و قوله: فاستبدلوا بالقصور،
الباء للمقابلة، و قوله: قد بنى بالخراب، الباء بمعنى على، و يؤيّده ما في بعض
النّسخ على الخراب بدله و هى للاستعلاء المجازى.
و قوله: بين
أهل، متعلّق بقوله: مغترب، و على في قوله: على ما بينهم، بمعنى مع كما في قوله
تعالى وَ آتَى الْمالَ عَلى حُبِّهِ و قوله: إِنَّ
رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لِلنَّاسِ عَلى ظُلْمِهِمْ و قوله: و قد طحنهم،
الجملة في محلّ النّصب على الحال، و البلى فاعل طحن، و قوله: و كأن قد صرتم، مخفّف
كأنّ المشبّهة و الاسم محذوف أى كأنّكم، و يحتمل أن يكون ضمير شأن أى كأنّه قد
صرتم و على التّقديرين فكأن هنا مفيدة للتّقريب لأنّ شباهة الأحوال بعضها ببعض
تفيد قرب بعضها من بعض، و قوله: فكيف بكم، الفاء فصيحة و كيف اسم استفهام في محلّ
الرّفع خبر لمبتدأ محذوف أى فكيف الحال بكم
. المعنى
اعلم أنّ
الغرض من هذه الخطبة الشريفة التّنفير عن الدّنيا و التّحذير
منها و التّنبيه على مساويها و مخازيها الموجبة للنّفرة و الحذر، قال 7 (دار بالبلاء محفوفة) أى حفّت بالمكاره و البليّات و أحاطت بها من
كلّ جانب الالام و الافات و في نسبة محفوفة إلى الدّار توسّع و
المراد كون أهلها محفوفة بها.
استعاره (و بالغدر
معروفة) قال الشّارح البحراني: استعار لفظ الغدر عمّا يتوهّم
الانسان دوامها عليها من أحوالها المعجبة له كالمال و الصحّة و الشّباب فكأنّه في
مدّة بقاء تلك الأحوال قد أخذ منها عهدا فكأن التغيّر العارض لها المستلزم لزوال