العبد و افتتانه بحمد المخلوق و ذمّه
معطيا و ما نعا يوجبان انصرافه عن الخالق و عنايته بالمخلوق و هما خلاف وظيفة
العبودية.
و قوله 7 (و أنت من وراء ذلك كله ولىّ الاعطاء و المنع) قد قلنا إنّ
الجملة حالية أى لا تبذل جاهى بالاقتار فيلحقني بسببه ما يلحقني من المكاره
المعدودة و الحال انّك من وراء ذلك الخلق كلّه القيّم
بالاعطاء و المنع و القاهر القادر على التّيسير و التّقتير،
لأنّ أزمة الامور كلّها بيد قدرتك.
و المراد
بكونه من وراء الخلق سلطانه عليهم و احاطته بهم كما قال تعالى:
بَلِ
الَّذِينَ كَفَرُوا فِي تَكْذِيبٍ وَ اللَّهُ مِنْ وَرائِهِمْ مُحِيطٌ قال أمين
الاسلام قدّس سرّه: معناه أنّهم فى قبضة اللّه و سلطانه لا يفوتونه كالمحاصر
المحاط به من جوابه لا يمكنه الفوات و الهرب و هذا من بلاغة القرآن.
و قوله 7 (انّك على كلّ شيء قدير) مسوق في معرض التّعليل لكونه عزّ و
جلّ وليّ الاعطاء و المنع، أى أنت وليّهما بمقتضى عموم قدرتك
على جميع الأشياء.
تبصرة
هذا الدّعاء
الّذى نسبه الرّضيّ قدّس سرّه إلى أمير المؤمنين 7 قد روى عن علىّ بن
الحسين 8 فى ضمن أدعيّة الصّحيفة الكاملة فى فقرات دعائه 7 فى مكارم الأخلاق باختلاف يسير و هو قوله 7: اللهمّ صلّ على
محمّد و آل محمّد و صن وجهى باليسار و لا تبتذل جاهى بالاقتار فأسترزق أهل رزقك و
أستعطى شرار خلقك، فافتتن بحمد من أعطانى و ابتلى بذمّ من منعنى و أنت من دونهم
ولىّ الاعطاء و المنع، هكذا وجدته.
تذييل
قد تقدّم في
شرح الكلام السّادس و الأربعين فصل مبسوط في فضل الدّعاء و التّرغيب عليه و
مطلوبيته من طريق العقل و النّقل و مطالب نفيسة ينفعك مراجعتها في هذا المقام، و
أحببت أن اورد هنا بعض الأدعيّة الواردة في طلب الرّزق