و فى البحار
من الكافي عن بكر الارقط أو ابن شبيب عن أبي عبد اللّه 7 انّه دخل عليه
واحد فقال له: أصلحك اللّه انّي رجل منقطع اليكم بمودّتى و قد أصابتنى حاجة شديدة
و قد تقرّبت بذلك إلى أهل بيتي و قومي فلم يزدني بذلك منهم الّا بعدا، قال 7: فما أتاك اللّه خير ممّا أخذ منك، قال: جعلت فداك ادع اللّه أن يغنيني من
خلقه، قال 7 إنّ اللّه تعالى قسّم رزق من شاء على يدي من شاء، و لكن
اسأل اللّه أن يغنيك عن الحاجة الّتي تضطرّك إلى لئام خلقه.
قال العلامة
المجلسيّ قدّس سرّه: اللئام جمع اللّئيم يقال للشّحيح الدّنىّ النّفس و المهين و
نحوهم، لأنّ اللّؤم ضدّ الكرم، و يؤمى الحديث إلى أنّ الفقر المذموم ما يصير سببا
كذلك و غير ممدوح و ذمّه لأنّ اللّئيم لا يقضى حاجة و ربّما يلومه في رفع الحاجة
إليه و إذا قضاه لا يخلو من منّه، و يمكن أن يشمل الظالم و الفاسق المعلن بفسقه.
و في كثير من
الأدعيّة: اللّهم لا تجعل لظالم و لا فاسق علىّ يدا و لا منّة و ذلك لأنّ القلب
مجبول بحبّ من أحسن إليه و في حبّ الظّالم معاصى كثيرة كما في قوله تعالى وَ لا
تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ هذا.
و في عطف
قوله 7 (و ابتلى بحمد من أعطاني و افتتن بذمّ من منعنى) على ما سبق
تاكيد آخر للاعاذة من الاقتار الموجب لاسترزاق طالبى الرّزق و استعطاف شرار
الخلق المستلزمين للابتلاء بثناء المعطى و الافتتان بازراء المانع أى
الميل إلى تعييبه دونه و الطّعن عليه لكون النّفوس مجبولة مفتونة بذلك بشهادة
العيان و التّجربة.
و يشير إليه
أيضا قوله تعالى وَ مِنْهُمْ مَنْ يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقاتِ فَإِنْ أُعْطُوا
مِنْها رَضُوا وَ إِنْ لَمْ يُعْطَوْا مِنْها إِذا هُمْ يَسْخَطُونَ.
و إنّما أكّد
7 التجاءه إلى اللّه تعالى بذكر هذين اللازمين لأنّ ابتلاء