و قيل لأعرابي: ما السّقم الّذى لا يبرء
و الجرح الّذى لا يندمل؟ قال حاجة الكريم إلى اللئيم.
و أوصى بعضهم
ابنه فقال: لا تدنّس عرضك و لا تبذلنّ وجهك بالطّلب إلى من ردّك كان ردّه عليك
عيبا و ان قضى حاجتك جعلها عليك منّا، و احتمل الفقر بالتنزّه عمّا فى أيدى النّاس
و الزم القناعة بما قد قسم لك.
و قال رجل
لابنه: اياك أن تريق ماء وجهك عند من لا ماء فى وجهه رأى الاصمعى كنّاسا يكنّس
كنيفا و هو ينشد:
و اكرم نفسى انّنى ان أهنتها
و حقّك لم تكرم على أحد بعدى
و قال: فقلت
له: يا هذا إنّك و اللّه لم تترك من الهوان شيئا إلّا و قد فعلته بنفسك مع هذه
الحرفة، فقال: بلى و اللّه إننى صنتها عمّا هو أعظم من هذا من الهوان فقلت و اىّ
شيء هو؟ قال: سؤال مثلك، قال: فانصرفت عنه و أنا من أخزى النّاس.