ثمّ الظّاهر
أنّ مراده 7 بشرار الخلق فى قوله: و أستعطف شرار
خلقك من لم يكن أهلا للمعروف و من هو باللّوم موصوف، فان طلب العاطفة و
البرّ منهم أمرّ على ذوى الوجوه من طعم الحنظل و العلقم و أدهى و أضرّ من إدخال
اليد فى فم الأرقم.
قال شارح
الصّحيفة السّجادية: قد روى أنّ فى زبور داود 7 إن كنت تسأل عبادى
فاسأل معادن الخير ترجع مغبوطا مسرورا، و لا تسأل معادن الشرّ ترجع ملوما محسورا.
و روى
المحدّث الجزايرى عن أمير المؤمنين 7 قال: قلت: اللّهمّ لا تحوجنى الى
أحد من خلقك، فقال رسول اللّه 6: لا تقولنّ هكذا فليس
من أحد إلّا و هو محتاج إلى النّاس، قال: فكيف أقول يا رسول اللّه؟ قال: قل:
اللهمّ لا تحوجنى إلى شرار خلقك، قال: قلت: يا رسول اللّه و من شرار خلقه؟ قال:
الّذين إذا اعطوا منّوا و إذا منعوا عابوا.
و فى الأثر
أنّ اللّه تعالى أوحى إلى موسى على نبيّنا و 7 لأن تدخل يدك فى فم
التّنين إلى المرفق خير من أن تبسطها إلى غنىّ نشأ فى الفقر.
و فى كلامهم:
لا شيء أوجع للأحرار من الرّجوع إلى الأشرار.