صيانته من الفقر و اعاذته من الابتذال اذ
فى استرزاق الخلق و استعطافهم من الذلّ و الخضوغ و التّملّق و المهانة للمسئول منه
ما يجب أن يتضرّع إلى اللّه عزّ و جلّ في الوقاية منه.
و قد تواترت
الأخبار و الاثار و تطابقت الأشعار على ذمّ السّؤال و كراهة بذل الوجه في الطّلب
من الخلق خصوصا ممّن لم يكن معروفا بالمعروف.
فمن ذلك ما
في الكافي عن عبد الأعلى بن أعين قال: سمعت أبا عبد اللّه 7 يقول: طلب
الحوائج إلى النّاس استلاب للعزّ مذهبة للحياء و اليأس مما في أيدى النّاس عزّ
للمؤمن في دينه و الطمع هو الفقر الحاضر.
و فيه عن أبي
عبد اللّه 7 قال: قال رسول اللّه 6: إنّ
اللّه تبارك و تعالى أحبّ شيئا لنفسه و أبغضه لخلقه أبغض لخلقه المسألة و أحبّ
لنفسه أن يسأل و ليس شيء أحبّ إلى اللّه عزّ و جلّ من أن يسأل فلا يستحى أحدكم أن
يسأل اللّه عزّ و جلّ من فضله و لو شسع نعله.
و روى عنه
7 اياكم و سؤال النّاس فانّه ذلّ في الدّنيا و فقر تعجّلونه و حساب طويل
يوم القيامة.
و عن أبي
جعفر 7 لو يعلم السائل ما في المسألة ما سأل أحد أحدا، و لو يعلم
المعطى ما في العطيّة ما ردّ أحد أحدا.
و فى البحار
عن النّبيّ 6 قال: قال اللّه عزّ و جلّ ما من مخلوق
يعتصم بمخلوق دوني إلّا قطعت أسباب السّماوات و أسباب الأرض من دونه فان سألني لم
اعطه و إن دعاني لما اجبه، و ما من مخلوق يعتصم بي دون خلقي إلّا ضمنت السّماوات و
الأرض رزقه فان دعاني أجبته و إن سألنى أعطيته و إن استغفرنى غفرت له.
و قال بعض
السّلف: من سأل حاجة فقد عرض نفسه على الرّثّ، فان قضاها المسئول استعبده بها و إن
ردّه عنها رجع حرّا و هما ذليلان هذا بذلّ اللؤم و ذلك بذلّ الرّد، و من الشعر
المنسوب إلى الحسين 7: