ثمّ المراد بالجاه أيضا الذى
سأل 7 صونه باليسار و عدم ابتذاله بالاقتار ليس ما يقصد
به الفخر و التّرأس كما هو شأن أهل الدنيا بل ما يستعان به على القيام بطاعة اللّه
و عبادته و أداء حقوقه اللازمة و الذى من هو اللّه سبحانه به على الأنبياء و اشير
إليه في قوله تعالى يا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ
مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهاً فِي الدُّنْيا وَ
الْآخِرَةِ.
و فى الحديث
النّبوى 6 اذا كان يوم القيامة دعى اللّه بعبد من
عباده فيتوقّف بين يديه فيسأله عن جاهه كما يسأله عن ماله و قوله 7 (فأسترزق
طالبى رزقك) الفاء للسّببيّة أى فيسبّب ابتذال جاهى بالاقتار أن أسترزق
طالبى رزقك الذين من شأنهم أن يطلبوا منك الرزق لا أن يطلب منهم.
(و أستعطف
شرار خلقك) أى أطلب العاطفة و الافضال من شرار خلقك الذين ليسوا
بأهل الاستعطاف، و في بيانه لهذين السببين تأكيد للالتجاء باللّه تعالى في