responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 14  صفحه : 311

و لذلك عقّبه بقوله‌ (و لا تبذل جاهى بالاقتار) أى لا تجعل مروّتى و حرمتى ساقطة عند النّاس بضيق المعيشة و قلّة النفقة، فانّ‌ الاقتار يوجب الاستهانة و الاحتقار و استخفاف النّاس بالمتّصف به.

و من هنا قال الصّادق 7: لا تدعوا التّجارة فتهونوا.

و في بعض الاثار أحسنوا تعهّد المال فانّه ما افتقر أحد قطّ إلّا أصابه ثلاث خصال: رقّة فى دينه، و ضعف فى عقله، و ذهاب من مروّته، و الرابعة هى العظمى و هى استخفاف الناس به.

و فى وصايا لقمان: يا بنىّ اكلت الحنظل و ذقت الصّبر فلم يكن أمرّ من الفقر، فان افتقرت فلا تحدّث النّاس كيلا ينتقصوك.

و ترك ابن المبارك دنانير و قال: اللّهمّ إنك تعلم أنّى لم أجمعها إلّا لأصون بها حسبى و دينى.

و قالت الحكماء: المال يرفع صاحبه و إن كان وضيع النّسب قليل الأدب و ينصره و إن كان جبانا، و ينبسط لسانه و إن كان عيابة، يظهر المروة و يتم الرياسة يصلك إذا قطعك النّاس، و ينصرك إذ اخذ لك الأقربون، و لولاه ما مدح كريم و لا صين حريم.

و كان بعضهم يقول: النّاس لصاحب المال ألزم من الشعاع للشّمس، و من الذّئب للمصر، و من الحكم للمقرّ، و هو عندهم أرفع من السّماء و أعذب من الماء و أحلى من الشهد و أزكى من الورد، خطاؤه صواب، و سيئته حسنة و قوله مقبول، و حديثه مغسول، يغشى مجلسه و لا يملّ صحبته، و المفلس عند النّاس أكذب من لمعان السّراب، و من سحاب تموز لا يسأل منه إن تخلّف، و لا يسلّم عليه إن قدم إذا غاب شتموه و إن حضر طردوه و إذا غضب ضعفوه، مصافحته تنقض الوضوء، و قراءته تقطع الصّلاة أثقل من الامانة و أبغض من المبرم الملحف.

و قد أكثر الشعراء في نظمهم من هذا المعنى قال بعضهم:

نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 14  صفحه : 311
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست