responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 14  صفحه : 310

و كان العبد معه مستقيم الأحوال على سواء الصّراط طلبه لنفسه و لمحبّيه.

قال الشّارح: و اعلم أنّ الأحاديث مختلفة ففى بعضها طلب الغنى و اليسار و في بعضها طلب الكفاف، و في بعضها طلب الفقر، و في بعضها الاستعاذة من الفقر، و وجه الجمع بينها أن يقال: المراد بطلب الغنى طلب الكفاف لأنّ الكفاف هو المطلوب عند أهل العصمة، و ليس المراد به ما هو المتعارف عن أبناء الدّنيا من جمع المال و اذخاره و الاتّساع به فوق الحاجة، فانّ ذلك مناف لما هو المعهود من حالهم من طلاق الدّنيا و الزّهد فيها و قد قال أمير المؤمنين 7:

علّل النّفس بالكفاف و إلّا

طلبت منك فوق ما يكفيها

ما لما قد مضى و لا للّذى لم‌

يأت من لذّة لمستحلّيها

إنّما أنت طول مدّة ما

عمرت كالسّاعة التي أنت فيها

و رواه في البحار من كتاب مطالب السؤول لمحمّد بن طلحة، و قال أيضا من نظمه 7

دليلك أنّ الفقر خير من الغنى‌

و أنّ قليل المال خير من المثرى‌

لقاؤك مخلوقا عصى اللّه بالغنى‌

و لم تر مخلوقا عصى اللّه بالفقر

و هذا هو الذى أراد النّبيّ 6 بقوله: نعم المال الصّالح للعبد الصّالح و المراد بطلب الفقر طلب قدر الحاجه و الكفاف لأنّ الكفاف فقر عند أهل الدنيا و إن كان يسارا عندهم : و المراد بالاستعاذة من الفقر الاستعاذة ممّا دون الكفاف و هو الفقر عندهم : و أقوى أفراده عند أهل الدّنيا هذا.

و قال المحدّث العلّامة المجلسىّ قدّس سرّه: سؤال الفقر لم يرو فى الأدعيّة بل ورد فى أكثرها الاستعاذة من الفقر الذى يشقى به و عن الغنى الذى يسير سببا لطغيانه انتهى.

و كيف كان فقد ظهر بذلك كلّه أنّ غرضه 7 بالسؤال صون جاهه و عزّه باليسار لاستلزام الغنى احترام صاحبه عند عامّة النّاس كاستلزام الفقر لمهانة المبتلى به عندهم.

نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 14  صفحه : 310
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست