قوله 7:
فأسترزق، منصوب بأن مضمرة وجوبا لوقوعه في جواب الدّعاء و قوله: و أنت آه الجملة
في محلّ النّصب على الحال و أنت مبتدأ و الظّرف خبره و وليّ خبر بعد خبر و يجوز
كون وليّ خبره و الظّرف متعلّقا به متقدّما عليه للتّوسع فيكون ظرف لغو
. المعنى
اعلم أنّ
مقصوده بهذا الدّعاء طلب الغنى و عدم الابتلاء بالفقر و لوازمه فقوله (اللهمّ
صن وجهي باليسار) أى اجعل جاهى محفوظا بالغنى و السّعة حتّى أستغنى عن مسألة
المخلوقين، و مراده 7 به الكفاف و هو ما يكفّ عن المسألة و يستغنى به
فيكون مساوقا لما ورد في الدّعاء النبويّ 6 المروىّ في
الكافي: اللهمّ ارزق محمّدا و آل محمّد الكفاف، و هو بالفتح ما لا يحتاج معه و لا
يفضل عن الحاجة فهو متوسّط بين الفقر و الغنى و خير الامور أوسطها و إنّما سمّي
بذلك لأنّه يكفّ عن النّاس و يغنى عنهم.
و فى الكافى
أيضا عن النّوفلى عن السّكوني عن أبي عبد اللّه 7 قال: قال رسول اللّه
6: اللهمّ ارزق محمّدا و آل محمّد و من أحبّ محمّدا و
آل محمّد العفاف و الكفاف و ارزق من أبغض محمّدا و آل محمّد المال و الولد.
قال بعض
شرّاح الحديث: العفاف بالفتح عفّة البطن و الفرج عن الطّغيان أو العفّة من السّؤال
عن الانسان أو الجميع، و قال: لمّا كان شيء من المال ضروريّا في البقاء و العبادة
و هو الكفاف الواقع بين الطرفين طرف الفقر الّذى فيه رائحة الكفر و العصيان، و طرف
الغنى الّذى فيه شايبة التّكبّر و الطغيان، طلبه 6
لنفسه و لمحبّيه، و طلب لمن أبغضهم طرف الغنى و الكثرة لأنّ مفاسده أكثر و أعظم و
فتنته أشدّ و أفحم من مفاسد الفقر و فتنته كما قال عزّ و جلّ إِنَّما
أَمْوالُكُمْ وَ أَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ و قال إِنَّ الْإِنْسانَ
لَيَطْغى أَنْ رَآهُ اسْتَغْنى.
و بالجملة
لمّا كان حصول الكفاف مانعا من دواعى طرفى التّفريط و الافراط