خضم البرّ، و لاقيمنّ عليه حدّ المرتدّ،
و لأضربنّه الثمانين بعد حدّ و لأسدنّ من جهله كلّ مسدّ، تعسا له أفلا شعر أفلا
صوف أفلا وبر أفلا رغيف قفار الليل افطار معدم أفلا عبرة على خدّ في ظلمة ليالي
تنحدر و لو كان مؤمنا لاتّسقت له الحجّة إذا ضيّع ما لا يملك.
و اللّه لقد
رأيت عقيلا أخى و قد أملق حتّى استماحنى من برّكم صاعه، و عاودني في عشر وسق من
شعيركم يطعمه جياعه، و يكاد يلوى ثالث أيّامه خامصا ما استطاعه و رأيت أطفاله شعث
الألوان من ضرّهم كأنّما اشمأزّت وجوههم من قرّهم، فلمّا عاودني في قوله و كرّره
أصغيت إليه سمعى فغرّه، و ظنّني اوتغ دينى فاتّبع ما سرّه أحميت له حديدة ينزجر إذ
لا يستطيع منها دنوّا و لا يصبر، ثمّ أدنيتها من جسمه فضجّ من ألمه ضجيج ذى دنف
يئنّ من سقمه، و كاد يسبّنى سفها من كظمه، و لحرقة في لظى أضناله من عدمه فقلت له:
ثكلتك الثّواكل يا عقيل أتئنّ من حديدة أحماها إنسانها لمدعبه، و تجرّني إلى نار
سجّرها جبّارها من غضبه، أتئنّ من الأذى و لا أئنّ من لظى.
و اللّه لو
سقطت المكافاة عن الامم و تركت في مضاجعها باليات الرّمم لاستحييت من مقت رقيب
يكشف فاضحات من الأوزار تنسخ فصبرا على دنيا تمرّ بلاء وائها كليلة بأحلامها
تنسلخ، كم بين نفس فى خيامها ناعمة و بين أثيم في جحيم يصطرخ فلا تعجب من هذا.
و أعجب بلا
صنع منا من طارق طرقنا بملفوفات زملها في وعائها و معجونة بسطها في إنائها فقلت
له: أصدقة أم نذر أم زكاة و كلّ ذلك يحرم علينا أهل بيت النّبوة و عوضنا منه خمس
ذى القربى في الكتاب و السنّة، فقال لي: لا ذاك و لا ذاك و لكنّه هديّة فقلت له:
ثكلتك الثّواكل أفعن دين اللّه تخدعني بمعجونة عرقتموها بقندكم، و خبيصة صفراء
أتيتموني بها بعصير تمركم، أ مختبط أم ذو جنّة أم تهجر أ ليست النّفوس عن مثقال
حبّة من خردل مسئولة، فما ذا أقول في معجونة اتزقمها معمولة و اللّه لو اعطيت
الأقاليم السّبعة بما تحت أفلاكها و استرق لي قطانها مذعنة بأملاكها