على أن أعصى اللّه في نملة أسلبها شعيرة
فألوكها ما قبلت و لا أردت، و لدنياكم أهون عندى من ورقة في فم جرادة تقضمها و
أقذر عندى من عراقة خنزير يقذف بها أجذمها، و أمرّ على فؤادى من حنظلة يلوكها ذو
سقم فيشتمها «فيبشمها» فكيف أقبل ملفوفات عكمتها في طيّها و معجونة كأنّها عجنت
بريق حيّة أو فيئها.
اللّهم انّي
نفرت عنها نفار المهرة من كيّها أريه السّها و يريني القمر.
أ أمتنع من
وبرة من قلوصها ساقطه، و أبتلع إبلا في مبركها رابطة، أدبيب العقارب من و كرها
ألتقط، أم قواتل الرّقش في مبيتي ارتبط، فدعوني أكتفى من دنياكم بملحى و أقراصى،
فبتقوى اللّه أرجو خلاصى ما لعلىّ و نعيم يفنى و لذّة تنحتها المعاصي سالقى و
شيعتي ربّنا بعيون ساهرة و بطون خماص ليمحّص اللّه الّذين آمنوا و يمحق الكافرين،
و نعوذ باللّه من سيّات الأعمال، و صلّى اللّه على محمّد و آله الطّاهرين[1]
. بيان
ما يحتاج الى
التّوضيح و البيان من غربب ألفاظ هذه الرواية الّتي لم تتقدّم فى رواية الرضيّ
فنقول و باللّه التّوفيق:
«الحميم»
الماء الحارّ الشّديد الحرارة يسقى منه أهل النّار و عن ابن عبّاس لو سقطت منه
نقطة على جبال الدنيا لأذابتها «و الغسّاق» بالتّخفيف و التّشديد ما يسيل من صديد
أهل النّار و غسالتهم أو ما يسيل من دموعهم و «العلقم» شجر مرّ و يقال للحنظل و
لكلّ شيء مرّ: علقم.
و السم
«الزّعاق» وزان غراب هو الّذى يقتل سريعا، و الماء الزّعاق الملح الغليظ لا يطاق
شربه و «الدّهاق» وزان كتاب الممتلى و «الوهق» بالتحريك و يسكن الحبل يرى به في
انشوطة فيؤخذ به الدابة و الانسان و «المدرعة» القميص و قوله «قذف الاتن» هو
بضمتين جمع الاتان و هي الحمارة و التّشبيه بقذفها لكونها أشدّ امتناعا للحمل من
غيرها أو لكونها أكثر قذفا لجلّها، و «غيابات الكرى» بالضم جمع غيابة و غيابة كلّ
شيء ما سترك منه و منه غيابات الجبّ، و قال الجوهرى
[1]- أقول: حيث كانت النسخة مغلوطة جدا و بعضها لا يكاد يقرأ،
صحّحت هذا الكلام الشريف عن نسخة البحار المطبوعة اخيرا ج 40 ص 345 و هكذا من
البيان ما كان موجودا فى البحار« المصحح».