بهم سائقهم فارتحلوا و لا لذاذتها في
عيني إلّا كحميم أشربه غساقا و علقم أتجرّعه زعاقا و سمّ أفعاة أسقاه دهاقا و
قلادة من نار اوهقها خناقا، و لقد رقعت مدرعتى هذه حتّى استحييت من راقعها و قال
لي: اقذف بها قذف الاتن لا يرتضيها ليراقعها، فقلت له: اعزب عنى فعند الصباح يحمد
القوم السرى و ينجلي عنا غيابات الكرى، و لو شئت لتسربلت بالعبقرى المنقوش من
ديباجكم و لأكلت لباب البرّ بصدور دجاجكم و لشربت الماء الزلال برقيق زجاجكم، و
لكنّى أصدق اللّه جلّت عظمته حيث يقول:
فكيف استطيع
المصير على نار لو قذفت بشررة إلى الأرض لأحرقت نبتها و لو اعتصمت نفس بقلّة
لأنضجها وهج النار فى قلّتها، و أيّما خير لعلىّ أن يكون عند ذى العرش مقرّبا أو
يكون فى لظى خسيئا مبعدا مسخوطا عليه بجرمه مكذّبا و اللّه لأن أبيت على حسك
السعدان مرقدا و تحتى أطمار على سفاها ممدّدا، أو اجرّ فى أغلالى مصفدا، أحبّ إلىّ
من أن ألقى فى القيامة محمّدا 6 خائنا فى ذى يتمة
اظلمه بفلسه متعمدا و لم أظلم اليتيم و غير اليتيم لنفس تسرع إلى البلى قفولها و
يمتدّ في أطباق الثرى حلولها، و إن عاشت رويدا فبذى العرش نزولها.
معاشر شيعتي
احذروا فقد عضّتكم الدّنيا بأنيابها، تختطف منكم نفسا بعد نفس كذئابها، و هذه
مطايا الرّحيل قد أنيخت لركابها إلّا أنّ الحديث ذو شجون فلا يقولنّ قائلكم إنّ
كلام علىّ متناقض، لأنّ الكلام عارض.
و لقد بلغني
أنّ رجلا من قطّان المداين تبع بعد الحنيفيّة علوجه، و لبس من نالة دهقانه منسوجه،
و تصمخ بمسك هذه النّوافج صباحه، و تبخّر عود الهند رواحه، و حوله ريحان حديقة يشم
تفّاحه، و قد مدّ له مفروشات الرّوم على سرره، تعسا له بعد ما ناهز السّبعين من
عمره و حوله شيخ يدبّ على أرضه من هرمه و ذا يتمة تضوّر من ضرّه و من قرمه، فما
واساهم بفاضلات من علقمه لئن أمكننى اللّه منه لأخضمنّه