responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 14  صفحه : 299

بهم سائقهم فارتحلوا و لا لذاذتها في عيني إلّا كحميم أشربه غساقا و علقم أتجرّعه زعاقا و سمّ أفعاة أسقاه دهاقا و قلادة من نار اوهقها خناقا، و لقد رقعت مدرعتى هذه حتّى استحييت من راقعها و قال لي: اقذف بها قذف الاتن لا يرتضيها ليراقعها، فقلت له: اعزب عنى فعند الصباح يحمد القوم السرى و ينجلي عنا غيابات الكرى، و لو شئت لتسربلت بالعبقرى المنقوش من ديباجكم و لأكلت لباب البرّ بصدور دجاجكم و لشربت الماء الزلال برقيق زجاجكم، و لكنّى أصدق اللّه جلّت عظمته حيث يقول:

مَنْ كانَ يُرِيدُ الْحَياةَ الدُّنْيا وَ زِينَتَها نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمالَهُمْ فِيها وَ هُمْ فِيها لا يُبْخَسُونَ أُولئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ إِلَّا النَّارُ.

فكيف استطيع المصير على نار لو قذفت بشررة إلى الأرض لأحرقت نبتها و لو اعتصمت نفس بقلّة لأنضجها وهج النار فى قلّتها، و أيّما خير لعلىّ أن يكون عند ذى العرش مقرّبا أو يكون فى لظى خسيئا مبعدا مسخوطا عليه بجرمه مكذّبا و اللّه لأن أبيت على حسك السعدان مرقدا و تحتى أطمار على سفاها ممدّدا، أو اجرّ فى أغلالى مصفدا، أحبّ إلىّ من أن ألقى فى القيامة محمّدا 6 خائنا فى ذى يتمة اظلمه بفلسه متعمدا و لم أظلم اليتيم و غير اليتيم لنفس تسرع إلى البلى قفولها و يمتدّ في أطباق الثرى حلولها، و إن عاشت رويدا فبذى العرش نزولها.

معاشر شيعتي احذروا فقد عضّتكم الدّنيا بأنيابها، تختطف منكم نفسا بعد نفس كذئابها، و هذه مطايا الرّحيل قد أنيخت لركابها إلّا أنّ الحديث ذو شجون فلا يقولنّ قائلكم إنّ كلام علىّ متناقض، لأنّ الكلام عارض.

و لقد بلغني أنّ رجلا من قطّان المداين تبع بعد الحنيفيّة علوجه، و لبس من نالة دهقانه منسوجه، و تصمخ بمسك هذه النّوافج صباحه، و تبخّر عود الهند رواحه، و حوله ريحان حديقة يشم تفّاحه، و قد مدّ له مفروشات الرّوم على سرره، تعسا له بعد ما ناهز السّبعين من عمره و حوله شيخ يدبّ على أرضه من هرمه و ذا يتمة تضوّر من ضرّه و من قرمه، فما واساهم بفاضلات من علقمه لئن أمكننى اللّه منه لأخضمنّه‌

نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 14  صفحه : 299
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست