responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 14  صفحه : 273

المعنى‌

اعلم أنّ هذا الكلام‌ كما نبّه الرّضىّ قدّس سرّه‌ (قاله) 7 (عند تلاوته) الاية الشريفة فى سورة الانفطار يا أَيُّهَا الْإِنْسانُ ما غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ‌ و قبل الشروع فى شرح كلامه 7 ينبغي أن نذكر ما قاله المفسّرون فى تفسير الاية فأقول:

لهم فى تفسير قوله: يا أيها الانسان‌، قولان:

أحدهما أنّه الكافر لقوله تعالى بعد ذلك‌ كَلَّا بَلْ تُكَذِّبُونَ بِالدِّينِ‌ قال عطا عن ابن عبّاس انّها نزلت فى الوليد بن المغيرة.

و الثّانى أنّه عامّ لجميع العصات و هو الأقرب و قوله‌ ما غَرَّكَ بِرَبِّكَ‌ أى أىّ شي‌ء خدعك و سوّل لك الباطل حتّى تركت الواجبات و أتيت بالمحرّمات و عصيت خالقك و خالفته، و المراد ما الّذى آمنك من عقابه يقال غرّه بفلان إذا آمنه المحذور من جهة مع أنّه غير مأمون و هو كقوله‌ لا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ^.

و اختلف في معنى الكريم، فقيل: هو المنعم الّذى كلّ أفعاله إحسان و إنعام لا يجرّ به نفعا و لا يدفع به ضررا، و قيل: هو الّذى يعطى ما عليه و ما ليس عليه و لا يطلب ماله، و قيل: هو الّذى يقبل اليسير و يعطى الكثير، و قيل: إنّ من كرمه سبحانه أنّه لم يرض بالعفو عن السّيات حتى بدّلها بالحسنات.

و اختلفوا في جهة تخصيص كريميّته بالذّكر دون ساير أسمائه و صفاته فقيل: لأنّه كأنّه لقّنه الاجابة حتّى يقول: غرّني كرم الكريم، و قيل: للمنع عن المبالغة في الاغترار و الاشعار بما به يغرّه الشّيطان فانّه يقول له افعل ما شئت فانّ ربّك الكريم لا يعذّب أحدا و لا يعاجل بالعقوبة، و قيل: للّدلالة على أنّ كثرة كرمه مستدعى الجدّ في طاعته لا الانهماك فى عصيانه اغترارا بكرمه.

و قال في الكشاف:

فان قلت: ما معنى قوله‌ ما غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ‌ و كيف طابق الوصف بالكرم انكار الاغترار به و انّما يغترّ بالكريم.

نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 14  صفحه : 273
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست