responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 14  صفحه : 274

قلت: معناه أنّ حقّ الانسان أن لا يغترّ لكرم اللّه عليه حيث خلقه حيّا لنفعه و بتفضّله عليه بذلك حتّى ينفع يطمع بعد ما مكّنه و كلّفه فعصى و كفر النّعمة المتفضّل بها أن يتفضّل عليه بالثّواب و طرح العقاب اغترارا ما لتفضّل الأوّل فانّه منكر خارج من حدّ الحكمة و لذا قال رسول اللّه 6 لمّا تلاها: غرّه جهله و قال الحسن: غرّه و اللّه شيطانه الخبيث أى زيّن له المعاصى و قال له: افعل ما شئت فربّك الكريم الّذى تفضل عليك بما تفضّل به أوّلا و هو متفضّل عليك آخرا حتّى ورّطه و قيل للفضيل بن عياض: إن أقامك اللّه يوم القيامة و قال لك:

ما غرّك بربّك الكريم ما ذا تقول؟ قال: أقول: غرّنى ستورك المرخاة و هذا على سبيل الاعتراف بالخطاء فى الاغترار بالسّتر و ليس باعتذار كما يظنّه الطّماع و تظنّ قصاص الحشوية و يروون عن أئمتهم أنّه إنّما قال بربّك الكريم دون ساير صفاته ليلقّن عبده الجواب حتّى يقول: غرّني كرم الكريم، انتهى.

و قال الشّارح المعتزلي:

لقائل أن يقول: لو قال: ما غرّك بربّك العزيز أو المنتقم أو نحو ذلك كان أولى لأنّ للانسان المعاتب أن يقول له غرّني كرمك أو ما وصفت به نفسك.

و جواب هذا أن يقال: إنّ مجموع الصّفات كشي‌ء واحد و هو الكريم الّذى خلقك فسوّيك فعد لك في أىّ صورة ما شاء ركّبك، و المعنى ما غرّك برّب هذه صفته و هذه شأنه و هو قادر على أن يجعلك في أىّ صورة شاء فما الّذى يؤمنك من أن يمسخك في صورة القرد أو الخنازير و نحوها من الحيوانات العجم، و معنى الكريم ههنا الفيّاض على الموادّ بالصّور، و من هذه صفته ينبغي أن يخاف منه تبديل الصّورة.

إذا عرفت ذلك فلنشرع في شرح‌ كلامه 7‌ فأقول قوله‌ (أدحض مسئول حجّة) أى الانسان المخاطب بخطاب يا أيّها الانسان و المسئول المعاتب بعتاب ما غرّك إن أراد الجواب عن ذلك الخطاب و الاحتجاج و الاستدلال في قبال ذلك السؤال و الاعتراض فحجّته أبطل الحجج و أزيفها

نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 14  صفحه : 274
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست