الأدلّة يدلّون على الطريق و يهتدون إليه
و (من أخذ القصد) أى قصد السبيل و هو
الطريق المستقيم المحفوظ من الافراط و التفريط المبلّغ قاصده و سالكه إلى ما يريد (حمدوا إليه طريقه و بشّروه بالنّجاة) من
الهلكات (و من)
انحرف عنه و (أخذ يمينا و شمالا ذمّوا إليه الطريق و
حذّروه من الهلكة) فكذلك هؤلاء يهدون السائرين إلى الاخرة إلى
الصراط المستقيم و يبشّرون الاخذين به بالسعادة الأبدية و النجاة من المهالك، و
يحذّرون المنحرفين عنه إلى اليمين و الشمال من الشقاوة الأبدية و الوقوع فى
المعاتب.
(فكانوا
كذلك) أى على ما وصفناه من التّذكير و التخويف و التبشير و التّحذير
تشبيه (مصابيح تلك الظّلمات و أدلّة تلك الشّبهات) أشار بها إلى ظلمات
أزمنة الفترة المذكورة سابقا و شبهاتها، و أراد بالظّلمات ظلمات الجهل
و الحيرة الّتي تغشى النّاس فيها، و بالشّبهات الامور الباطلة
الشبيهة بالحقّ، و شبّههم بالمصابيح لأنّه يهتدى بهم و يقتبس من أنوار علومهم في
تلك الظّلمات كما يستضاء بالمصباح في ذلك ظلمة اللّيل.
و بهذا الوجه
شبّه الأئمّة : بالعلامات و رسول اللّه 6
بالنّجم في قوله تعالى وَ عَلاماتٍ وَ بِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ قال أبو عبد
اللّه 7: نحن العلامات و النّجم رسول اللّه 6.
و شبّههم
: بالأدلّة لتميزهم بين الحقّ و الباطل و إرشادهم إلى الحقّ كما يفرق
الدّليل بين القصد و غيره و يدلّ على القصد.
و قد مرّ
نظير ذلك في كلامه 7 في الخطبة الثامنة و الثلاثين حيث قال 7 هناك: و إنّما سمّيت الشّبهة شبهة لأنّها تشبه الحقّ فأمّا أولياء اللّه
فضياؤهم فيها اليقين و دليلهم سمت الهدى، و أمّا أعداء اللّه فدعاؤهم فيها الضّلال
و دليلهم العمى