responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 14  صفحه : 256

و تحذيرا كما ذكر اللّه تعالى أيضا كفّار قريش بذلك فى كتابه العزيز فى سورة القمر حيث قال فيهم‌ وَ لَقَدْ جاءَهُمْ مِنَ الْأَنْباءِ ما فِيهِ مُزْدَجَرٌ و كرّر قوله‌ وَ لَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ^ عقيب التّذكير بقصّة قوم نوح و إهلاكهم بماء منهمر، و بقصّة عاد و إهلاكهم بريح صرصر فى يوم نحس مستمرّ، و بقصّة ثمود و إهلاكهم بصيحة واحدة فكانوا كهشيم المحتظر، و بقصّة قوم لوط و لقد صبّحهم بكرة عذاب مستقرّ، فختم بقصّة آل فرعون و أخذه عزّ و جلّ لهم أخذ عزيز مقتدر، ثمّ اتبع ذلك كلّه بقوله‌ أَ كُفَّارُكُمْ خَيْرٌ مِنْ أُولئِكُمْ أَمْ لَكُمْ بَراءَةٌ فِي الزُّبُرِ إلى أن قال تعالى‌ وَ لَقَدْ أَهْلَكْنا أَشْياعَكُمْ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ.

قال أمين الاسلام الطبرسىّ: خوّف سبحانه كفار مكّة فقال «أكفاركم خير» و أشدّ و أقوى «من اولئكم» الّذين ذكرناهم و قد أهلكناهم، و هذا استفهام إنكار أى لستم أفضل من قوم نوح و عاد و ثمود لا فى القوّة و لا فى الثروة و لا فى كثرة العدد و العدّة، و المعنى أنه إذا هلك اولئك الكفار فما الذى يؤمنكم أن ينزل بكم ما نزل بهم‌ أَمْ لَكُمْ بَراءَةٌ فِي الزُّبُرِ أى لكم براءة من العذاب في الكتب السّالفة أنّه لن يصيبكم ما أصاب الامم الخالية.

و قال في قوله‌ وَ لَقَدْ أَهْلَكْنا أَشْياعَكُمْ‌ أى أشباهكم و نظراءكم في الكفر من الامم الماضية فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ أى فهل من متذكّر لما يوجبه هذا الوعظ من الانزجار عن مثل ما سلف من أعمال الكفار لئلّا يقع فيه ما وقع بهم من الاهلاك.

(و يخوّفون مقامه) أى يخوّفونهم من مقام الرّبوبية المتّصفة بالعظمة و الجلال و الكبرياء و القدرة، و من كونه قائما على كلّ نفس بما كسبت، فانّ التخويف بذلك مستلزم للخوف و الهيبة أو من مقامهم بين يدي الرّب للحساب و ذلك يوم يقوم الناس لربّ العالمين و يقوم الاشهاد و يقوم الرّوح و الملائكة صفّا لا يتكلّمون إلّا من أذن له الرّحمن و قال صوابا.

ثمّ وصفهم بأنهم‌ (بمنزلة الأدلّة) و الهداة (فى) البوادى و (الفلوات) فكما أنّ‌

نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 14  صفحه : 256
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست