responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 14  صفحه : 255

و المراد بنور يقظتها هو نور العلم و المعارف الحقّة و العقائد اليقينية الحاصلة من التدبّر و التّفكّر.

استعاره [فاستصبحوا بنور يقظة في الأسماع و الأبصار و الأفئدة] و استعارة النّور للعلم شايع كاستعارة الظّلمة للجهل كما قال تعالى‌ أَ وَ مَنْ كانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْناهُ وَ جَعَلْنا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُماتِ لَيْسَ بِخارِجٍ مِنْها قال في التفسير: أى كافرا فأحييناه بأن هديناه إلى الايمان و انّما سمّى اللّه تعالى الكافر ميّتا لأنّه لا ينتفع بحياته و لا ينتفع غيره به، و سمّى المؤمن حيّا لأنّ له و لغيره المصلحة و المنفعة في حياته، و جعلنا له نورا، أراد بالنور العلم و الحكمة قال أمين الاسلام الطبرسيّ: سمّى سبحانه ذلك نورا و الجهل ظلمة لأنّ العلم يهتدى به إلى الرّشاد كما يهتدى به في الطرقات و قال ابن عبّاس: المراد بالنّور الايمان، و قيل: المراد به القرآن كمن مثله في الظّلمات أى ظلمات الكفر قال الطبرسيّ:

سمّى الايمان و القرآن و العلم نورا لأنّ النّاس يبصرون بذلك و يهتدون من ظلمات الكفر و حيرة الضلالة كما يهتدى بساير الأنوار، و سمّى الكفر ظلمة لأنّ الكافر لا يهتدى بهداه و لا يبصر أمر رشده، و من هذا القبيل استعارة البصير و الأعمى للمؤمن و الكافر قال تعالى‌ وَ ما يَسْتَوِي الْأَعْمى‌ وَ الْبَصِيرُ^.

و الحاصل أنّه تعالى لم يخل الأزمان من عباد استضاءوا و استصبحوا بنور المعرفة و اليقين الحاصل من طريق السمع بالاصغاء، و من طريق البصر بالنظر، و الأفئدة بالفكر و التّدبّر، هذا حالهم في ذات أنفسهم.

و أمّا بالنسبة إلى الخلق فانّهم يهدون بالحقّ و يحكمون بالقسط و يأمرون بالمعروف و ينهون عن المنكر و (يذكرون بأيّام اللّه) أى‌ يذكّرون‌ النّاس بوقايعه و قوارعه و عقوباته الواقعة بالامم الماضية في القرون الخالية على ما عرفته في شرح الفصل السّابع من الخطبة المأة و الحادية و التسعين.

و روى عن أبي عبد اللّه 7 في تفسير قوله تعالى‌ وَ ذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ‌ أنّه يريد بأيّام اللّه سنّته و أفعاله في عباده من إنعام و انتقام.

و حاصله تذكير المحسنين بالانعام تبشيرا لهم، و المسيئين بالانتقام إنذارا

نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 14  صفحه : 255
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست