responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 14  صفحه : 254

على يقين و أمّا الاستماع لا بقصد الفهم و القبول فقد ذمّ المستمعين كذلك في قوله:

ما يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَ هُمْ يَلْعَبُونَ‌ أى لم يستمعوه استماع نظر و تدبّر و قبول و تفكّر و إنّما استمعوه استماع لعب و استهزاء، و فى قوله‌ وَ مِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ أَ فَأَنْتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ وَ لَوْ كانُوا لا يَعْقِلُونَ‌ أى من جملة هؤلاء الكفّار من يطلبون السمع إلى كلامك للرّد و التّعنّت لا للفهم و القبول، فلمّا كان استماعهم على هذا الوجه كانوا كأنّهم صمّ لا يستمعوه حيث لم ينتفعوا به فاستحقّوا الطعن و التعريض من اللّه عزّ و جلّ بذلك.

و استضاءوا أيضا بنور حاصل في الابصار بسبب نظرها إلى ما هو محصّل لنور المعرفة من آيات الكبرياء و العظمة و عجايب الصّنع و القدرة كما قال تعالى‌ سَنُرِيهِمْ آياتِنا فِي الْآفاقِ وَ فِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُ‌ و قال‌ وَ مِنْ آياتِهِ يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفاً وَ طَمَعاً وَ يُنَزِّلُ مِنَ السَّماءِ ماءً فَيُحْيِي بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ‌.

هذا إذا كان النظر اليها للاستبصار و الاعتبار و إلّا فلا خير فيه و لا منفعة و لا يزيد إلّا الغفلة، و لذلك ذمّ اللّه تعالى شأنه الكفّار بكون نظرهم على هذا الوجه في قوله‌ وَ مِنْهُمْ مَنْ يَنْظُرُ إِلَيْكَ أَ فَأَنْتَ تَهْدِي الْعُمْيَ وَ لَوْ كانُوا لا يُبْصِرُونَ‌ أى ينظر إلى أفعالك و أقوالك لا نظر الحقيقة و العبرة بل نظر العادة فلا ينتفع بنظره و لا يزيدهم النظّر إلّا عمى و جهالة.

و أمّا الاستضاءة بنور يقظة الأفئدة فيقظتها عبارة عن فطانتها و جودتها و توجّهها إلى ما ينبغي لها من الكمالات العقلية و تفكّرها في آثار القدرة و الجلال و الجبروت و آيات العظمة و الكمال و الملك و الملكوت، و تدبّرها في بدايع المصنوعات و معاني الايات المحكمات كما قال تعالى‌ إِنَّ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ اخْتِلافِ اللَّيْلِ وَ النَّهارِ لَآياتٍ لِأُولِي الْأَلْبابِ‌ و قال‌ كِتابٌ أَنْزَلْناهُ إِلَيْكَ مُبارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آياتِهِ وَ لِيَتَذَكَّرَ أُولُوا الْأَلْبابِ‌.

نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 14  صفحه : 254
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست