قال تعالى في سورة النور فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيها بِالْغُدُوِّ وَ الْآصالِ رِجالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجارَةٌ وَ لا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَ إِقامِ الصَّلاةِ وَ إِيتاءِ الزَّكاةِ يَخافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَ الْأَبْصارُ أى هذه المشكاة المذكورة في سابق الاية في بيوت أو توقد في بيوت هذه صفتها.

قال ابن عباس: و هى المساجد، و يعضده قول النبيّ 6: المساجد بيوت اللّه في الأرض و هي تضي‌ء لأهل السماء كما تضى‌ء النجوم لأهل الأرض و قيل: هي بيوت الأنبياء قال في مجمع البيان: و روى ذلك مرفوعا أنّه سئل عن النّبيّ 6 لما قرء الاية أىّ بيوت هذه؟ فقال: بيوت الأنبياء، فقام أبو بكر فقال: يا رسول اللّه هذا البيت منها لبيت عليّ 7 و فاطمة 8؟ قال: نعم من أفاضلها، و يعضد هذا القول قوله‌ إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً و قوله‌ رَحْمَتُ اللَّهِ وَ بَرَكاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ‌.

و فى الصافي من الكافي و الاكمال عن الباقر 7 هى بيوتات الأنبياء و الرّسل و الحكماء و أئمة الهدى و القمّى عنه 7 هى بيوت الأنبياء و بيوت عليّ 7 منها.

و قد مضى في شرح الكلام المأة و الثامن و التسعين حديث من غاية المرام عن موسى بن جعفر عن أبيه 8 في هذه الاية أنه قال بيوت آل محمّد صلّى اللّه عليه و عليهم أجمعين بيت عليّ و فاطمة و الحسن و الحسين و حمزة و جعفر :.

و فيه أيضا من الكافي باسناده عن أبي حمزة الثمالي قال: كنت جالسا في مسجد الرّسول 6 إذ أقبل رجل فسلّم فقال: من أنت يا عبد اللّه؟ فقلت:

رجل من أهل الكوفة فما حاجتك؟ فقال لي: أتعرف أبا جعفر محمّد بن عليّ 8؟

فقلت: نعم فما حاجتك إليه؟ قال: هيّأت له أربعين مسأله أسأله عنها فما كان من حقّ أخذته و ما كان من باطل تركته، فقلت له: هل تعرف ما بين الحقّ و الباطل؟

قال: نعم، قلت: فما حاجتك إليه إذا كنت تعرف ما بين الحقّ و الباطل، فقال لي:

يا أهل الكوفة أنتم قوم ما تطاقون إذا رأيت أبا جعفر 7 فأخبرني، فما انقطع كلامه‌