قوله تعالى يُسَبِّحُ
لَهُ فِيها بِالْغُدُوِّ وَ الْآصالِ رِجالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجارَةٌ وَ لا بَيْعٌ
عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ قرء ابن عامر و أبو بكر يسبّح بفتح الباء بالبناء على
المفعول و الباقون بكسرها، فعلي قولهم يكون رجال فاعله و على القول الأوّل فالسّاد
مسدّ الفاعل أحد الظّروف الثلاثة أعني له فيها بالغدوّ، و على هذه القراءة فيكون
رجال فاعلا لفعل محذوف مدلول عليه بالفعل المذكور فكأنّه قيل من يسبّحه فقال:
رجال، أى يسبّحه رجال كما في قول الشّاعر:
ليبك يزيد ضارع لخصومة
و مختبط ممّا تطيح الطّوايح
أى يبكيه
ضارع، و قيل: هو خبر مبتدأ محذوف أى المسبّح رجال و قيل:
التقدير فيها
رجال.
و قوله 7: و ما برح للّه آه برح فعل ناقص بمعني زال من نواسخ المبتدأ و الخبر يدخل
عليهما فيرفع المبتدأ تشبيها بالفاعل و ينصب الخبر تشبيها بالمفعول، و للّه خبره
المقدّم و عباد اسمه المؤخّر، و إنما يعمل هذا العمل بشرط تقدّم النفي عليه كما
هنا و في قوله «لن نبرح عليه عاكفين» و مثله زال في الاشتراط به قال تعالى: وَ لا
يَزالُونَ مُخْتَلِفِينَ و جملة عزّت آلاؤه حال من اللّه.
و قوله: في
البرهة بعد البرهة إما ظرف لغو متعلّق ببرح، أو ظرف مستقرّ حال من عباد قدّمت على
ذيها للظرفية.
و قوله:
حمدوا إليه تعديته بالى لتضمين معني الانهاء كما في قولهم: أحمد إليك اللّه أى
أحمد منهيا حمده إليك.
و قوله 7: فكانوا كذلك مصابيح تلك الظلمات، كان فعل ناقص و الضمير اسمه و كذلك
خبره، و الكاف فيه إما للتشبيه أو بمعني على كما قاله الأخفش و الكوفيّون مستدلّين
بأنّ بعضهم قيل له كيف أصبحت فقال كخير أى على خير أى كان عباد اللّه كما وصفناه
أو على ما وصفناه، و مصابيح تلك الظلمات فى بعض النسخ بالنصب و فى بعضها بالرّفع،
فعلى النصب يجوز أن تكون بدلا من كذلك بدل تفصيل كما في