لروضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر
النيران، و في مجمع البحرين في حديث الصادق 7 البرزخ القبر و هو الثواب
و العقاب و بين الدّنيا و الاخرة.
و أما أنّ
المراد بالبرزخ هنا القبر فيؤيّده ما روى عن بعض النسخ من
بطون القبور بدل بطون البرزخ.
و أما تأييد
إرادته بلفظة البطون كما زعمه الشارح فلا، بل دلالتها علي المعنى الثاني أظهر،
إذ لو أراد الأوّل لكان الأنسب أن يقال في بطن البرزخ بصيغة المفرد و إن كان يمكن
تصحيحه بجعل اللّام في البرزخ للجنس و لعلّ نظر الشارح إلى أنّ البرزخ بالمعنى
الثاني ليس له بطن بخلاف القبر. و يدفعه أنّ بطن كلّ شيء جوفه و ما خفى منه فيراد ببطون
البرزخ على المعنى الثاني ما خفى علينا و احتجب عنّا نشاته و حالاته.
و كيف كان
تشبيه [سلكوا في بطون البرزخ سبيلا] شبّه مكثهم في البرزخ إلى حين البعث الّذى هو
غايتهم بمن سلك طريقا يسلك به إلى منزله، فاستعار 7 له لفظ السّلوك.
ثمّ أشار
7 إلى بعض حالاتهم البرزخيّة فقال (سلطت الأرض عليهم
فيه) أى في البرزخ استعاره (فأكلت لحومهم و شربت من دمائهم) نسبة الأكل
و الشرب إلى الأرض من باب المجاز و الاستعارة، فانّ المأكول و المشروب يصيران جزء
من بدن الاكل الشّارب، فحيث إنّ أبدانهم في البرزخ تصير بعد البلى ترابا و تنقلب
بالأجزاء الأرضيّة فكان الأرض كانت لهم آكلة شاربة.
(فأصبحوا
في فجوات قبورهم جمادا لا ينمون) أى صاروا في فرج القبور بمنزلة الجماد الّذى
لا ينمو و لا يزيد لبطلان حياتهم بالموت، و النّموّ و الزّيادة من توابع الحياة
كنايه (و ضمارا لا يوجدون) كناية عن كونهم غيّبا لا يرجى رجوعهم.
(لا يفزعهم
ورود الأهوال) أى لا يخافون من توارد أهاويل الدّنيا و أفزاعها عليهم لخروجهم منها
و كونهم من أهل العالم الاخر (و لا يحزنهم تنكّر الأحوال) أى تقلّب
الحالات الدنيويّة و تغيّراتها الموجبة لحزن أهلها.