و قال رسول اللّه 6: قال اللّه تعالى: «إنّ بيوتى في الأرض المساجد و إنّ زوّارى فيها عمّارها
فطوبى لعبد تطهّر في بيته ثمّ زارني في بيتى فحقّ على المزور أن يكرم زائره».
(و إنّما
الأيام بينكم و بينهم بواك و نوائح عليكم) يعنى الأيام و اللّيالى الّتي بينكم و
بين الأموات و هى بقيّة زمان حياتكم و تحدوكم لالتحاقكم بهم تبكى و تنوح عليكم
لمفارقتها إيّاكم.
(اولئكم
سلف غايتكم) أى المتقدّمون إلى الموت الّذى هو غايتكم و غايتهم
لانتهاء كلّ ذى روح إليها (و فرّاط مناهلكم) أى سابقوكم إلى
مشارب الاخرة و منازلها و ردّوا إليها فشربوا من كأس الموت المصبّرة و تجرّعوا من
نغب سهام الاخرة و غصص أقداح البرزخ جرعة بعد جرعة.
(الّذين
كانت لهم مقاوم العزّ) أى مجالسه استعاره (و حلبات الفخر) أى خيل
السّباق و الصافنات الجياد الّتي يفتخر بها، و يحتمل أن تكون حلبات الفخر استعارة
عن أسباب الفخر الّتي توجّهت إليهم من كلّ جهة كما تجمع الحلبات من كلّ اوب (ملوكا و
سوقا) أى بعضهم سلاطين و بعضهم رعايا.
(سلكوا في
بطون البرزخ سبيلا) قال الشارح المعتزلي البرزخ الحاجز بين
الشيئين و البرزخ ما بين الدّنيا و الاخرة من وقت الموت إلى البعث فيجوز أن
يكون البرزخ في هذا الموضع القبر لأنّه حاجز بين الميّت و بين أهل
الدّنيا، و يجوز أن يريد به الوقت الّذى بين حال الموت إلى حال النشور، و الأوّل
أقرب إلى مراده 7 لأنّه قال: في بطون البرزخ و لفظة البطون يدلّ على
التفسير الأوّل، انتهى.
أقول أمّا
أنّ البرزخ بمعنى الحاجز فعليه قوله تعالى بَيْنَهُما
بَرْزَخٌ لا يَبْغِيانِ و أمّا أنّه من حين الموت إلى وقت البعث فعليه قوله
تعالي وَ مِنْ وَرائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ.
و أمّا كونه
بمعنى القبر فيدلّ عليه ما في البحار عن عليّ بن الحسين 8 أنّه تلا
هذه الاية و قال: هو القبر، و انّ لهم فيه لمعيشة ضنكا، و اللّه إنّ القبر