أبو القاسم بشىء من ذلك على وجه و لا
سبب، و من قال بذلك فقد أبطل و إنما كان فقيها من فقهائنا فخلط و ظهر عنه ما ظهر،
و انتشر الكفر و الالحاد منه فخرج فيه التوقيع على يد أبى القاسم بلعنه و البراءة
منه و ممّن تابعه و شايعه و قال بقوله، هذا
خاتمة
قد تبيّن و
تحقّق لك ممّا أوردناه في شرح هذا الكلام لأمير المؤمنين 7 أنّ مذاهب
الصّوفية بحذافيرها مخالفة لمذهب المتشرّعة الاماميّة الحقّة شيّد اللّه بنيانه و
أحكم قواعده و أركانه، كما ظهر لك أنّ الايات و الأخبار فى لعنهم و طعنهم و
التّعريض و الازراء عليهم لعنهم اللّه تعالى صريحة متظافرة و أنّ الأخبار التي
تمسّكت بها هذه الفئة الضّالّة المضلّة المبتدعة المطرودة الملعونة إمّا موضوعة
مجعولة أو متشابهة مؤوّلة أو ضعيفة سخيفة.
فلا ينبغي
للفطن الكيس أن يشتبه و ينخدع بما أوردها بعض علماء الشيعة كمحمّد بن علىّ بن أبى
جمهور الاحسائى و غيره من الأخبار فى كتبهم، فانّ اكثر هذه الأخبار مأخوذة من كتب
متصوّفة العامّة كما يظهر ذلك لمن راجع إليها.
و بالجملة
فالصّوفى شيعيّا أو سنّيا وحدتيا أو اتّحاديّا مخالف للمتشرّع الامامى اصولا و
فروعا و اعتقادا و عملا.
فويل لقوم
اتّخذوا سلفهم الّذين مهّدوا لهم البدعات و موّهوا لهم الضّلالات أربابا فرضوا
بالشّبلى و الغزالى و ابن العربى و جنيد البغدادى أئمّة، و بالقرمطة فلسفة و
بالزّهد خلاعة، و بالمثنوى و ساير منظوماتهم كتابا، و بالشّياطين اخوانا، و بمرقد
أبا يزيد البسطامى و عبد القادر الجيلانى قبلة، و بالهوى إلها، و بالوسواس إلهاما،
و بالسّحر و الشّعبدة و السّيميا كرامة و مقاما.
خذلهم اللّه
تعالى فى الدّنيا و ضاعف عليهم العذاب فى العقبى بمحمّد و آله الأمجاد أئمّة
المؤمنين و أولياء المتشرّعين المتديّنين فى المبدأ و المعاد صلوات اللّه و سلامه
عليه و عليهم أجمعين و لعنة اللّه على مخالفيهم و معانديهم من الأوّلين و الاخرين
إلى قيام يوم الدّين