أقول: و رأيت فى بعض مولّفات أصحابنا
نقلا من الفاضل عبد الوهّاب بن علىّ الحسينىّ الاستر ابادى فى شرح كتاب الفصول
النصير ما هذا لفظه:
قالت
النصيريّة و الاسحاقية من غلاة الشيعة ظهور الرّوحانى فى الجسمانى لا ينكر، ففى
طرف الشرّ كالشّياطين فانّه كثيرا ما يتصوّر الشيطان بصورة انسان ليعلّمه و يكلّمه
بلسانه، و فى طرف الخير كالملائكة فانّ جبرئيل كان يظهر بصورة دحية الكلبى و
الأعرابى.
قالوا: فلا
يمتنع أن يظهر اللّه تعالى فى صورة بعض الكاملين و اولى الخلق بذلك أشرفهم و
أكملهم هو العترة الطّاهرة، و هو من يظهر فيه العلم و القدرة التامّة من الأئمة من
تلك العترة.
و لم يتحاشوا
عن اطلاق الالهيّة على أئمّتهم و هذه ضلالة بيّنة لا يحتاج بطلانه إلى بيان، و مع
ذلك نقول ظهور شيء في صورة شيء آخر لا يقتضى الحلول و الاتّحاد، فإنّ جبرئيل لم
يتّحد بدحية و لا حلّ فيه فلا يلزم مطلوبكم، انتهى.
و أولى من
ذلك أن يقال: إنّ المثال غير مطابق للمثل لأنّه تعالى ليس بروح و لا روحاني و لا
جسم و لا جسماني تعالى عن ذلك علوّا كبيرا، فلا يمكن ظهوره بصورة غيره بل يستحيل
استحالة عقليّة، هذا.
و قال الشّيخ
«قد» في أحمد الكرخي و محمّد البلالي نحو ما نقلناه فيهما من الاحتجاج و ذكر في
حسين بن منصور الحلاج ما قدّمنا روايته عنه في المقام السّادس، و قال في حقّ
الشّلمغاني، قال الصّفواني: سمعت أبا عليّ بن همام يقول سمعت محمّد بن عليّ
العزاقرى الشلمغاني يقول: الحقّ واحد و انّما تختلف قمصه فيوم يكون في أبيض و يوم
يكون في أحمر و يوم يكون في أزرق فهذا أوّل ما أنكرته من قوله لأنّه قول أصحاب الحلول
و أخبرنا جماعة عن أبى محمّد هارون بن موسى عن أبى عليّ محمّد بن همام أنّ محمّد
بن على الشّلمغانى لم يكن قط بابا إلى أبى القاسم[1]
و لا طريقا له، و لا نصبه
[1]- أى الحسين بن روح النوبختى ره وكيل صاحب الزمان ع منه،.