كنايه
(و ثبتت رجلاه بطمأنينة بدنه في قرار الأمن و الرّاحة)
يعنى أنّه بعد اندفاعه إلى باب السلامة و دار الاقامة الّتي هي مقرّ الأمن و الرّاحة استقرّ فيها، و ثبوت رجليه
كناية عنه و حصل له برد اليقين الموجب للطمأنينة الكاملة و هو منتهى سير السالكين
و غاية غايات المريدين و آخر مقامات العارفين، و أعلى درجات المقرّبين.
و هو الّذى
أشار إليه سيد الساجدين 7 فيما قدّمنا حكايته عنه 7 قريبا
بقوله في وصف العارفين: و طاب في مجلس الانس سرّهم و أمن فى موطن المخافة سربهم و
اطمأنّت بالرّجوع إلى ربّ الأرباب أنفسهم و تيقّنت بالفوز و الفلاح أرواحهم و قرّت
بالنظر إلى محبوبهم أعينهم و استقرّ بادراك السؤل و نيل المأمول قرارهم قال الشارح
البحرانى: قوله: و ثبتت رجلاه آه إشارة إلى الطور الثاني للسالك فانّه ما دام
في مرتبة الوقت يعرض لبدنه عند لمعان تلك البروق في سرّه اضطراب و قلق، لأنّ النفس
إذا فاجاها أمر عظيم اضطربت و تقلقلت، فاذا كثرت تلك الغواشي ألقتها بحيث لا تنزعج
عنها و لا يضطرب لورودها عليها البدن بل يسكن و يطمئنّ لثبوت قدم عقله في درجة
أعلى من درجات الجنّة الّتي هي قرار الأمن و الرّاحة من عذاب اللّه.
انتهى.
و هو متفرّع
على ما قدّمنا حكايته عن المتصوّفة في شرح البروق اللّامعة، و كلام السّجاد 7 غير خال عن الاشارة إليه.
و يجوز أن
يراد بقرار الأمن و الرّاحة جنة الاخرة كما قال 7 في
الخطبة المأة و الثانية و التسعين في وصف المتّقين: صبروا أيّاما
قصيرة أعقبتهم راحة طويلة تجارة مربحة يسّرها لهم ربّهم.
و قال تعالى أُوْلئِكَ
يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِما صَبَرُوا وَ يُلَقَّوْنَ فِيها تَحِيَّةً وَ سَلاماً
خالِدِينَ فِيها حَسُنَتْ مُسْتَقَرًّا وَ مُقاماً و قال وَ
الْمَلائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بابٍ سَلامٌ عَلَيْكُمْ بِما
صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ و قال إِنَّ
الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَ عُيُونٍ ادْخُلُوها بِسَلامٍ آمِنِينَ أى يقال
لهم: ادخلوا الجنات بسلامة من الافات