responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 14  صفحه : 203

المقامات و الأحوال، فلا يزال ينتقل من صورة إلى صورة و من خلق إلى خلق و من عقيدة إلى عقيدة و من حال إلى حال و من مقام إلى مقام و من كمال إلى كمال حتّى يتّصل بالعالم العقلي و المقرّبين و يلحق الملأ الأعلى و السابقين ان ساعده التّوفيق و كان من الكاملين، أو بأصحاب اليمين إن كان من المتوسّطين أو يحشر مع الشياطين و أصحاب الشّمال إن ولاه الشيطان و قارنه الخذلان في المال، و هذا معنى الصّراط و المستقيم منه إذا سلكه سالكه وصله إلى الجنّة و هو ما يشتمل عليه الشّرع كما قال اللّه عزّ و جلّ‌ وَ إِنَّكَ لَتَهْدِي إِلى‌ صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ صِراطِ اللَّهِ‌ و هو صراط التّوحيد و المعرفة و التّوسط بين الأضداد في الأخلاق و التزام صوالح الأعمال، و بالجملة صورة الهدى الّذي أنشأه المؤمن لنفسه ما دام في دار الدّنيا مقتديا فيه بهدى إمامه و هو أدقّ من الشّعر و أحدّ من السّيف في المعنى مظلم لا يهتدى إلّا من جعل اللّه له نورا كما يمشى به في الناس يسعى عليها على قدر أنوارهم، انتهى.

فان قلت: إنّ العارف إذا أحيا عقله و أمات نفسه فيكون واقعا قصد على الطريق و سالكا للسّبيل البتّة فما معنى قوله 7: فأبان له الطريق‌ آه، فانّ ظاهره بمقتضى افادة الفاء للتّرتيب كون وضوحها و ظهورها و سلوكها مترتّبا على الاحياء و الاماتة.

قلت: و إن كان المكمّل لعقله و المجاهد لنفسه سالكا سبيل الحقّ، لكن في سلوك هذا السبيل احتمال خلجان الشكّ و طريان القواطع عن سلوكه بعروض الوساوس الشيطانيّة كما قال اللّه تعالى حكاية عنه‌ قالَ فَبِما أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِراطَكَ الْمُسْتَقِيمَ ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَ مِنْ خَلْفِهِمْ وَ عَنْ أَيْمانِهِمْ وَ عَنْ شَمائِلِهِمْ وَ لا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شاكِرِينَ‌ و أمّا بعد ما أكمل عقله بعلم اليقين و أمات نفسه و استنار قلبه بأنوار العلم و المعارف و تجلّى عليه اللّوامع الغيبيّة و الألطاف الالهيّة و بلغ في الكمال إلى مرتبة عين اليقين فانّه يشاهد حينئذ بعين بصيرته الصراط المستقيم الّذى هو سبيل مقيم، و يكون مشيه و سلوكه فيه بذلك النّور الّذي تجلّى له كما قال تعالى‌ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَ آمِنُوا

نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 14  صفحه : 203
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست