7 الّذى نحن فى شرحه، فانّما
هو من المجملات و حملها على ما يوافق مذاق أهل الشّرع بأن يراد باللّوامع أنوار
العلوم الحقّة و لوامع المعارف الالهيّة البالغة إلى مرتبة الكمال و مقام عين
اليقين و ببروقها فيضانها عليه من الحضرة الأعلى أولى، و اللّه العالم بحقايق كلام
وليّه.
و قوله 7 (فأبان له الطريق و سلك به السّبيل) أى أظهر ذلك البرق
اللّامع و أوضح له الطّريق المؤدّى إلى رضوانه و سلك به السّبيل المبلغ إلى
جنانه و هو الطّريق المطلوب من اللّه تعالى الاهتداء إليه فى قوله: اهدنا الصّراط
المستقيم قال الصّادق 7 فى تفسيره: يعنى أرشدنا للزوم الطّريق المؤدّى
إلى محبّتك و المبلّغ إلى جنّتك و المانع من أن نتبع أهواءنا فنعطب أو أن نأخذ
بارائنا فنهلك.
و قال أمير
المؤمنين 7 يعنى أدم لنا توفيقك الّذى أطعناك به فى ماضى أيامنا حتى
نطيعك كذلك فى مستقبل أعمارنا قال فى الصّافى: لمّا كان العبد محتاجا إلى الهداية
فى جميع أموره آنا فانا و لحظة فلحظه فادامة الهداية هى هداية أخرى بعد الهداية
الأولى فتفسير الهداية بادامتها ليس خروجا عن ظاهر اللفظ.
و فيه من
معانى الأخبار عن الصّادق 7 هى الطريق إلى معرفة اللّه و هما صراطان
صراط فى الدّنيا و صراط فى الاخرة فأمّا الصّراط فى الدّنيا فهو الامام المفترض
الطّاعة من عرفه فى الدّنيا و اقتدى بهداه مرّ على الصّراط الذى هو جسر جهنّم فى
الاخرة، و من لم يعرفه فى الدّنيا زلّت قدمه عن الصّراط فى الاخرة فتردى فى نار
جهنّم.
قال الفاضل
الفيض بعد نقله لتلك الأخبار: و مال الكلّ واحد عند العارفين بأسرارهم، و بيانه
على قدر فهمك:
أنّ لكلّ
إنسان من ابتداء حدوثه إلى منتهى عمره انتقالات جبليّة باطنية في الكمال و حركات
نفسانيّة و طبيعيّة تنشؤ من تكرّر الأعمال و تنشؤ منها