إلى نبيّ من أنبيائه أن قل لهذا الظالم:
ما جعلتك سلطانا إلّا لتكفّ أصوات المظلومين عن بابي، فو عزّتي و جلالي لاطعمنّ
لحمك الكلاب، فسلّط عليه سلطانا آخر حتّى قتله فأطعم لحمه الكلاب.
و فى كتاب
أمير المؤمنين 7 إلى حبيب بن المنتجب و الى اليمن: اوصيك بالعدل في
رعيّتك و الاحسان إلى أهل مملكتك و اعلم أنّ من ولي على رقاب عشرة من المسلمين و
لم يعدل بينهم حشره اللّه يوم القيامة و يداه مغلولتان إلى عنقه لا يفكّها إلّا
عدله في دار الدّنيا و في الأثر بعث قيصر ملك الرّوم إلى كسرى ملك الفرس بماذا
أنتم أطول أعمارا و أدوم ملكا؟
فأجابه كسرى:
أمّا بعد أيّها السيّد الكريم و الملك الجسيم أمّا سبب الملك و اعزازه في معززه و
رسوخه في مركزه فلامور أنتم عنها غافلون و لستم لأمثالها فاعلون منها أن ليس لنا
نوّاب يرشي و يمنع و لا بوّاب يروع و يدفع، لم تزل أبوابنا مشرعة و نوّابنا لقضاء
الحوائج مسرعة، لا أقصينا صغيرا و لا أدنينا أميرا، و لا احتقرنا بذوى الاصول، و
لا قدّمنا الشبّان على الكهول، و لا كذبنا في وعد، و لا صدقنا في ايعاد، و لا
تكلّمنا بهزل، و لا سمنا وزيرا إلى عزل، موائدنا مبسوطة، و عقولنا مضبوطة، لا نقطع
في امل، و لا لجليسنا نمل، خيرنا مضمون، و شرّنا مأمون، و عطاؤنا غير ممنون، و لا
نحوج أحدا إلى باب، بل نقضي بمجرّد الكتاب، و نرقّ للباكى، و نستقصي قول الحاكى،
ما جعلنا همّنا بطوننا و لا فروجنا، أمّا البطون فلقمة، و أمّا الفروج فأمة، و لا
نؤاخذ على قدر غيظنا، بل نؤاخذ على قدر الجناية، و لا نكلّف الضعيف المعدم ما
يتحمّله الشريف المنعم، و لا نؤاخذ البرىء بالسقيم، و لا الكريم باللّئيم،
النّمام عندنا مفقود، و العدل فى جانبنا موجود، الظّلم لا نتعاطاه، و الجور انفسنا
طاباه، و لا نطمع فى الباطل، و لا نأخذ العشر قبل الحاصل، و لا ننكث العهود، و لا
نحنث فى الموعود، الفقير عندنا مدعوّ، و المفتقر لدينا مقصوّ، جارنا لا يضام، و
عزيزنا لا يرام، رعيّتنا مرعيّة، و حوائجهم لدينا