responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 14  صفحه : 114

و قال‌ (الحمد للّه الذى لم يصبح بي ميّتا) أى لم يدخلني في الصّباح و الحال أنّي ميّت أو لم يصيّرني ميّتا.

فان قلت: كيف يجتمع حمده 7 على عدم موته مع قوله الّذى ما زال 7 يقوله من كونه آنس بالموت من الطّفل بثدى امّه، فانّ الأوّل مشعر بحبّه 7 للبقاء و الثاني مفيد للّقاء.

قلت: لا تنافي بين الكلامين لانتفاء المنافاة في المقامين.

فانّ الأوّل أعنى الحمد على الحياة إنما هو في مقام الرّضاء بالقضاء و الشكر على النعماء، فانّ وظيفة أهل اليقين لا سيّما أئمة الدّين الذين لا يشاءون إلّا أن يشاء اللّه هو أن يرضى بجميع ما قدره اللّه في حقه و قضاه من الحياة و المماة و الصحة و السقم و الغنى و الفقر، فقد قال تعالى في الحديث القدسي: من لم يرض بقضائى و لم يصبر على بلائي و لم يشكر على نعمائي و لم يقنع بعطائى فيطلب ربا سوائي و يخرج من تحت أرضى و سمائي، فهم ما لم يقدر في حقهم الموت لا بدّ أن يكونوا راضين بالحياة محبّين لها شاكرين عليها لكونها المقدّرة في حقّهم، حتّى إذا بلغ الكتاب أجله و تمّ مقاديره يكون الموت أحبّ إليهم و قرّة عينهم فيه.

و يشير إلى ذلك ما رواه المحدّث الجزائرى عن الشهيد الثاني أنّ جابر بن عبد اللّه الأنصارى ابتلى في آخره عمره بضعف الهرم و العجز فرآه محمّد بن عليّ الباقر عليه الصلاة و السلام فسأله عن حاله فقال: أنا فى حالة أحبّ فيها الشيخوخة على الشباب و إن جعلني اللّه شابا أحبّ الشبوبة و إن أمرضنى أحبّ المرض و إن شفاني أحبّ الشفاء و الصّحة و إن أماتنى أحبّ الموت و إن أبقانى أحبّ البقاء، الحديث و أما الثاني و هو إظهار فرط انسه بالموت فانما هو فى مقام الزهد و النفرة عن الدنيا و زخارفها و لذاتها و شهواتها الفانية و امنياتها الباطلة.

و أيضا فانّ الدّنيا من حيث انها معبد أحبّاء اللّه و مسجد أولياء اللّه و متجر عباد اللّه و الوصلة إلى الرّحمة و الوسيلة إلى الرضوان و الجنة فحياتها مطلوبة و بقاؤها نعمة عظيمة يجب الشكر عليها بل لا نعمة فوقها لكونها المحصّلة لجميع النعم.

نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 14  صفحه : 114
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست