و قتلهم و اسرهم، و قال «فقطع دابر القوم
الذين ظلموا» أى آخر من بقي منهم و (الضّيم) الذّلّ و (ضهده) كمنعه قهره (نفتتن)
بصيغة المتكلّم المجهول، و في بعض النسخ بالبناء على الفاعل و قوله (أو تتايع) بالياء المثنّاة من تحت
التهافت و الاسراع في الشّر و اللّجاج و الاقتحام فيه من غير رويّة و ركوب الأمر
على خلاف النّاس و في بعض النّسخ تابع بحذف إحدى التّائين، و في بعضها تتابع
بالباء الموحّدة يقال: تتابعوا على الأمر أى توالوا و تبع بعضهم بعضا.
الاعراب
كثيرا في
كلام الرّضي صفة إمّا لظرف محذوف أو لمصدر محذوف أى حينا كثيرا أو دعاء كثيرا و
الأوّل أظهر، و قوله: ميّتا قال الشارح المعتزلي: منصوب على الحال أى لم يفلق
الصّباح عليّ ميّتا و لا يجوز أن يكون يصبح ناقصة و يكون ميّتا خبرها كما يقول
الرّاوندى، لأنّ خبر كان و اخواتها يجب أن يكون هو الاسم، ألا ترى أنّهما مبتدأ و
خبر في الحال، و اسم يصبح ضمير اللّه تعالى و ميّتا ليس هو اللّه سبحانه، انتهى.
أقول: و
لقائل أن يقول: إنّ مراد الرّاوندى بكون ميّتا خبر أصبح أنّه في الأصل خبرها و
المخبر به ياء المتكلّم فانّ أصبح على كونها ناقصة بمعني صار، فلمّا عدّيت بالباء
صارت بمعني صيّر و تكون من أفعال التّصيير فيكون المعني لم يصيّرني ميّتا كما
يقال: صيّرني اللّه فداك، و هذا ممّا لا غبار عليه، و قوله 7 إلّا ما
أعطيتني استثناء مفرّغ.
و قوله:
أفتقر فى غناك قال الشّارح المعتزلي: موضع الجارّ و المجرور نصب على الحال و في
متعلّقة بمحذوف و المعني افتقر و أنت الموصوف بالغنى الفايض على الخلق، و قوله:
دون الهدى، ظرف متعلّق بقوله: تتايع، و هو إمّا بمعني عند أو بمعني أمام
المعنى
اعلم أنّه
7 حمد اللّه عزّ و جلّ و أثنى عليه بما أنعم عليه من نعمه العظيمة