responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 13  صفحه : 41

قال نجم الأئمّة: أمّا معنى قولهم: للّه درّك، فالدّر في الأصل ما يدرّ أى ينزل من الضّرع من اللبن و من الغيم من المطر، و هو ههنا كناية عن فعل الممدوح الصّادر عنه، و إنّما نسب فعله إليه تعالى قصدا للتّعجب، لأنّ اللّه منشي‌ء العجائب، فكلّ شي‌ء عظيم يريدون التعجّب منه ينسبون إليه تعالى و يضيفونه نحو قولهم: للّه أبوك و للّه أنت فمعنى للّه درّه ما أعجب فعله، و قد تقدّم مزيد تفصيل فيه في شرح المختار المأة و التّاسع و السبعين‌

المعنى‌

اعلم أنّ الغرض من هذا الكلام التّنفير من الدّنيا و الترغيب في الاخرة و الأمر بأخذ الزاد ليوم المعاد و بالاستعداد للموت قبل حلول الفوت، و صدّر الكلام بحرف النّداء و التنبيه ايقاظا للمخاطبين من نوم الغفلة فقال:

(أيّها النّاس إنّما الدّنيا دار مجاز و الاخرة دار قرار) يعني أنّ الاولى دار عبور و الاخرى دار استقرار، و الاتيان بكلمة إنّما المفيدة للحصر تأكيدا للغرض المسوق له الكلام، و تنبيها على أنّ وجود الدّنيا نفس حدوثها و بقاءها عين زوالها، فلا صلاحيّة لها إلّا لأن تكون مجازا و معبرا بمنزلة قنطرة يتجاوز منها إلى المقرّ و المأوى، فمن نوى البقاء فيها و القرار فقد جهل و ضلّ و خبط خبطا عظيما و خسر خسرانا مبينا، و إذا كان شأنها ذلك:

(فخذوا من ممرّكم لمقرّكم) أى‌ خذوا في الدّنيا من الخيرات و الحسنات و الباقيات الصّالحات الّتي هى زاد الاخرة، لتنالوا بها حسن الثواب فيها و تحصّلوا النّعمة الدّائمة.

(و لا تهتكوا أستاركم عند من يعلم أسراركم) أى لا تجاهروا بالمعصية و العدوان عند من لا يخفى عليه شي‌ء من السّرّ و الاعلان، بل يعلم ما أنتم مقترفون في ليلكم و نهاركم، لطف به خبرا و أحاط به علما، أعضاؤكم شهوده، و الحفظة جنوده، و ضمائركم عيونه، و خلواتكم عيانه كما قال عزّ من قائل‌ وَ لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ وَ نَعْلَمُ ما تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَ نَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيانِ عَنِ الْيَمِينِ وَ عَنِ الشِّمالِ قَعِيدٌ ما يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ.

نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 13  صفحه : 41
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست