responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 13  صفحه : 42

(و اخرجوا من الدّنيا قلوبكم من قبل أن يخرج منها أبدانكم) و هو أمر بالزهد في الدّنيا و الاعراض عنها و حذف محبّتها عن ساحة القلب و الاستعداد للموت قبل حلوله، لأنّ من كانت الدّنيا همّته و أشرب محبّتها قلبه اشتدّت عند مفارقتها حسرته.

روى في البحار من الأمالي قال: قيل لأمير المؤمنين 7 ما الاستعداد للموت؟ قال: أداء الفرائض و اجتناب المحارم و الاشتمال على المكارم ثمّ لا يبالي أوقع على الموت أم وقع الموت عليه، و اللّه ما يبالي ابن أبي طالب أوقع على الموت أم وقع الموت عليه.

و فيه من الخصال و معاني الأخبار بسنده عن عبد اللّه بن بكر المرادى عن موسى بن جعفر عن أبيه عن جدّه عن عليّ بن الحسين : قال: بينا أمير المؤمنين 7 ذات يوم جالس مع أصحابه يعبيهم للحرب إذ أتاه شيخ عليه شجّة السّفر فقال: أين أمير المؤمنين؟ فقيل: هو ذا، فسلّم ثمّ قال: يا أمير المؤمنين إنّي أتيتك من ناحية الشّام و أنا شيخ كبير قد سمعت فيك من الفضل ما لا احصى، و أنّي أظنّك ستقتال فعلّمني ممّا علّمك اللّه.

قال: نعم يا شيخ من اعتدل يوماه فهو مغبون، و من كانت الدّنيا همّته اشتدّت حسرته عند فراقها، و من كانت غده شرّ يوميه فهو محروم، و ساق الرّواية إلى أن قال:

فقال: يا شيخ إنّ اللّه عزّ و جلّ خلق خلقا ضيّق الدّنيا عليهم نظرا لهم فزهدهم فيها و في حطامها، فرغبوا في دار السلام الذي دعاهم إليه و صبروا على ضيق المعيشة و صبروا على المكروه و اشتاقوا إلى ما عند اللّه من الكرامة، و بذلوا أنفسهم ابتغاء رضوان اللّه و كانت خاتمة أعمالهم الشّهادة، فلقوا اللّه و هو عنهم راض و علموا أنّ الموت سبيل من مضى و بقى فتزوّدوا لاخرتهم غير الذّهب و الفضّة و لبسوا الخشن و صبروا على القوت، و قدّموا الفضل و أحبّوا في اللّه و أبغضوا في اللّه عزّ و جلّ اولئك المصابيح و أهل النّعيم في الاخرة و السّلام.

نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 13  صفحه : 42
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست