و الاعظام ما لم يكن في حقّ غيره حتّى
روي عن القرطبي في كتاب إكمال الاكمال أنّ فاطمة «رض» أحبّ بناته 6 و أكرمهنّ عنده و سيّدة نساء الجنّة و كان إذا قدم من سفره بدء
بالمسجد فيصلّي ركعتين ثمّ ببيت فاطمة «رض» فيسأل عنها ثمّ يدور على نسائه إكراما
لفاطمة و اعتناء بها.
و فى البحار
من الامالي بسنده عن عايشة بنت طلحة عن عايشة قالت:
ما رأيت أحدا
من النّاس أشبه كلاما و حديثا برسول اللّه 6 من فاطمة
كانت إذا دخلت عليه رحّب بها و قبّل يديها و أجلسها في مجلسه، فاذا دخل عليها قامت
إليه فرحّبت به و قبّلت يديه، الخبر.
و من المناقب
من جامع الترمدي و ابانة العكبري و اخبار فاطمة عن أبى علىّ الصّولي و تاريخ
خراسان عن السّلامى مسندا أنّ جميعا التميمي قال: دخلت مع عمّتي على عايشة فقالت
لها عمّتي: ما حملك على الخروج على عليّ؟ فقالت عايشة:
دعينا فو
اللّه ما كان أحد من الرّجال أحبّ إلى رسول اللّه 6 من
عليّ، و لا من النساء أحبّ إليه من فاطمة و قوله (و رقّ عنها تجلّدى) أى ضعف عن
فراقها تحملي للجلد و الصبر من عظم الرّزية و شدّة المصيبة.
(إلّا أنّ
لي في التأسّي) و الاقتداء (بعظيم فرقتك و فادح مصيبتك موضع تعزّ) و هو وارد
مورد التسلية لنفسه القدسيّة، فانّه لمّا ذكر عظم وجده في افتقاد الصديقة سلام
اللّه عليها و شدّة تأثيره فيه استدرك ذلك بأنّي قد اصبت قبل ذلك بعظيم فراقك و
ثقيل مصابك فصبرت عليه مع كونه أعظم رزء و أشدّ تأثيرا فينبغي لي أن أقتدى في
الصّبر على تلك المصيبة الحادثة بالصبر على هذه المصيبة الماضية لكونها سهلا
عندها.
و بعبارة
أوضح فكأنّه يقول: إنّ صفيّتك و ان عظم بفراقها المصاب و قلّ عنها الصبر و التحمل
إلّا أنّ فراقك قد كان أعظم و أجلّ، و مصابك أشدّ و أثقل فكما صبرت فى تلك
الرّزيّة العظمى فلئن أصبر فى هذه المصيبة كان أولى و أحرى