ثمّ أكّد شدّة تأثّره بفراقه 6 بشرح بعض حالاته معه 6 حين موته
المفيدة لمزيد اختصاصه به فانّ الاختصاص كلّما كان أزيد كان تأثير الفراق أشدّ
فقال كنايه (فلقد وسّدتك في ملحودة قبرك) أى اتّخذت لك وسادة في قبرك المعمولة فيها اللّحد و هو كناية عن دفنه له فيها بيده.
(و فاضت
بين نحرى و صدري نفسك) و قد مضى تحقيق معنى هذه الفقرة و تفصيل الكلام فيها و في
سابقتها في شرح الخطبة المأة و السادسة و التّسعين فليراجع هناك.
و المراد
بهاتين الفقرتين حسبما أشرنا إليه إظهار مزيد تفجّعه بمصيبته به 6 و تجرّعه بغصص الفراق، فانّ أعظم المصائب و أشدّ الالام أن يخرج روح
أحبّ الخلق إلى الرّجل و رأسه في صدره و أن يدفنه بيده في قبره.
ثمّ لمّا كان
الاسترجاع موجبا للسّلوة و لجبران المصيبة مضافا إلى ما فيه من عظيم الأجر و الاستبشار
بالنعمة الدّائمة استرجع و قال:
فلما رواه في
الصّافي من مجمع البيان عن النّبيّ 6 من استرجع عند
المصيبة جبر اللّه مصيبته و أحسن عقباه، و جعل له خلفا صالحا يرضيه قال: و قال:
من اصيب بمصيبة
فأحدث استرجاعا و إن تقادم عهدها كتب اللّه له من الأجر مثله يوم أصيب.
و فيه من
الكافي عن الباقر 7 ما من عبد يصاب بمصيبة فيسترجع عند ذكر المصيبة
إلّا غفر اللّه له كلّ ذنب فيما بينهما.
و عن الصّادق
7 من ذكر مصيبة و لو بعد حين فقال: إنّا للّه و إنّا إليه راجعون و
الحمد للّه ربّ العالمين اللّهمّ أجرني على مصيبتي و اخلف علىّ أفضل منها، كان له
من الأجر مثل ما كان له عند أوّل صدمته.