و قال آخرون: هم الفرس لأنه روي أنّ
النبيّ 6 لما سئل عن هذه الاية ضرب بيده على عاتق
سلمان و قال: هذا و ذووه ثمّ قال: لو كان الدّين معلّقا بالثريّا لنا له رجال من
أبناء فارس.
و قال قوم:
إنها نزلت في عليّ 7 و يدلّ عليه وجهان:
الوجه الأوّل
أنه 6 لما دفع الرّاية إلى عليّ 7 يوم خيبر
قال: لأدفعنّ الرّاية غدا إلى رجل يحبّ اللّه و رسوله و يحبّه اللّه و رسوله، و
هذا هو الصفة المذكورة فى الاية.
و الوجه
الثاني أنه تعالى إنما ذكر بعد هذه الاية قوله: إِنَّما
وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ الاية، و هذه فى حقّ عليّ 7 فكان
الأولى جعل ما قبلها أيضا فى حقّه 7، فهذه جملة الأقوال فى هذه الاية،
و لنا فى هذه الاية مقامات:
المقام الأول
أنّ هذه الاية من أدلّ الدّلائل على فساد مذهب الاماميّة من الرّوافض.
و تقرير
مذهبهم إنّ الّذين أقرّوا بخلافة أبى بكر و امامته كلّهم كفروا و صاروا مرتدّين،
لأنّهم أنكروا النصّ الجليّ على إمامة عليّ 7.
فنقول: لو
كان كذلك لجاء اللّه تعالى بقوم يحاربهم و يقهرهم و يردّهم إلى الدّين الحقّ بدليل
قوله: مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ
بِقَوْمٍ، الاية، و كلمة من فى معرض الشرط للعموم، فهي تدلّ على أنّ كلّ من
صار مرتدّا عن دين الاسلام فانّ اللّه يأتي بقوم يقهرهم و يردّهم و يبطل شوكتهم
فلو كان الذين نصبوا أبا بكر للخلافة كذلك لوجب بحكم الاية أن يأتي اللّه بقوم
يقهرهم و يبطل مذهبهم، و لما لم يكن الأمر كذلك بل الأمر بالضدّ فانّ الرّوافض هم
المقهورون الممنوعون من إظهار مقالاتهم الباطلة أبدا منذ كانوا علمنا فساد مذهبهم
و مقالتهم، و هذا كلام ظاهر لمن أنصف.
المقام
الثاني إنّا ندّعي أنّ هذه الاية يجب أن يقال: إنّها نزلت في حقّ أبي بكر و
الدّليل عليه وجهان: