قال الشّارح
المعتزلي: روى انّ بعض أصحاب أبي جعفر محمّد بن عليّ الباقر 8 سأله
عن قول اللّه عزّ و جلّ إِلَّا مَنِ ارْتَضى مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ
مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَ مِنْ خَلْفِهِ رَصَداً فقال 7
يوكّل اللّه بأنبيائه ملائكة يحصون أعمالهم و يؤدّون إليه تبليغهم الرسالة، و وكّل
بمحمّد 6 ملكا عظيما منذ فصل عن الرّضا (ع) يرشده إلى
الخيرات و مكارم الأخلاق و يسدّه عن الشرّ و مساوى الأخلاق، و هو الذي كان يناديه
السّلام عليك يا محمّد يا رسول اللّه و هو شابّ لم يبلغ درجة الرّسالة بعد فيظنّ
أنّ ذلك من الحجر و الأرض فيتأمّل فلا يرى شيئا.
أقول: و
الظّاهر على ما يستفاد من الأخبار و اشير إليه في غير واحدة من الايات: إنّ المراد
بهذا الملك هو روح القدس المخصوص بالنبيّ 6 و عترته الأطهار الأخيار.
فقد روى
المحدّث العلّامة المجلسي ; فى البحار من تفسير عليّ بن إبراهيم في قوله وَ
يَسْئَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي حدّثنى أبي
عن ابن أبي عمير عن أبي بصير عن أبي عبد اللّه 7 قال: هو ملك أعظم من
جبرئيل و ميكائيل كان مع رسول اللّه 6 و هو مع الأئمة،
و فى خبر آخر هو من الملكوت.
و فيه منه فى
قوله تعالى أُولئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمانَ هم الأئمة وَ
أَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ قال: ملك أعظم من جبرئيل و ميكائيل و كان مع
رسول اللّه 6 و هو مع الأئمة :.
و فيه من كتاب
الاختصاص و بصائر الدّرجات بسندهما عن أبى بصير قال:
سألت أبا عبد
اللّه 7 عن قول اللّه تبارك و تعالى وَ كَذلِكَ
أَوْحَيْنا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنا ما كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتابُ وَ لَا
الْإِيمانُ قال: خلق من خلق اللّه أعظم من جبرئيل و ميكائيل، كان مع رسول اللّه
6 يخبره و يسدّده و هو مع الأئمة من بعده.
و فيه من
البصاير مسندا عن سماعة بن مهران قال: سمعت أبا عبد اللّه 7 يقول: إنّ
الرّوح خلق أعظم من جبرئيل و ميكائيل كان مع رسول اللّه 6