يسدّده و يرشده و هو مع الأوصياء من بعده
و فيه من البصاير عن البرقى عن أبى الجهم عن ابن اسباط قال: سأل أبا عبد اللّه
7 رجل و أنا حاضر عن قول اللّه وَ كَذلِكَ
أَوْحَيْنا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنا فقال:
منذ أنزل
اللّه ذلك الرّوح على محمّد 6 لم يصعد إلى السماء و أنه
لفينا.
و فيه من
الاختصاص و البصاير عن ابن يزيد عن ابن أبى عمير عن هشام بن سالم قال: سمعت أبا
عبد اللّه 7 يقول يَسْئَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ
مِنْ أَمْرِ رَبِّي قال: خلق أعظم من خلق جبرئيل و ميكائيل لم يكن مع أحد
ممّن مضى غير محمّد 6 و هو مع الأئمّة يوفقهم و
يسدّدهم، و ليس كلّما طلب وجد.
و الأخبار فى
هذا المعنى كثيرة و لا حاجة إلى الاكثار و الاطالة، و المستفاد من الرّواية
الأخيرة اختصاصه بالنبيّ و الأئمة : و قوله 7 فيها: و ليس
كلّما طلب وجد معناه أنّ حصول تلك المرتبة الجليلة و المنقبة العظيمة لا يتيسّر
بالطلب بل ذلك فضل اللّه يؤتيه من يشاء.
الرابعة- ما
أشار إليه بقوله (و لقد كنت اتّبعه اتّباع الفصيل) و هو ولد الناقة (أثر
امّه) و هو اشارة إلى فرط ملازمته له و عدم مفارقته إيّاه ليله و نهاره
سفرا و حضرا في خلواته و جلواته.
و لمّا عرفت
آنفا أنّ رسول اللّه 6 كان مؤيّدا مسدّدا بروح القدس
من حين الطفولية إلى آخر عمره الشريف ملهما إلى الخيرات موفقا بتأييد الرّوح إلى
سلوك طريق المكارم و محاسن أخلاق العالم.
تعرف من ذلك
أنّ أمير المؤمنين 7 إذا كان ملازما له غير مفارق منه يكون تاليا له
6 في سلوك مسالك مكارم الخصال و محامد الأفعال مقتبسا
من أنواره مقتفيا لاثاره كما أوضحه بقوله:
(يرفع لى
فى كلّ يوم علما) وراية (من أخلاقه) الفاضلة (و يأمرنى
بالاقتداء به) و المتابعة له.