صبيان بمكّة: ألا ترون حبّ هذا الغلام
يعني عليّا لمحمّد و اتّباعه له دون أبيه و اللّات و العزّى لوددت أنّه ابني
بفتيان بني نوفل جميعا.
قال الشّارح:
و روى الحسين بن زيد بن عليّ بن الحسين 7 قال: سمعت زيدا أبي يقول: كان
رسول اللّه 6 يمضغ اللّحمة و التمرة حتّى تلين و
يجعلهما في فم عليّ و هو صغير في حجره.
الثالثة- ما
أشار إليه بقوله (و ما و جد لي كذبة في قول و لا خطلة في فعل) أى لم تجد
منّى كذبا و خطاء أبدا و لو مرّة واحدة، لوجود العصمة المانعة فيه و في زوجته و
الطيّبين من أولاده سلام اللّه عليهم أجمعين من الاقدام على الذّنوب صغيرها و
كبيرها باتّفاق الاماميّة و حكم آية التّطهير و غيرها، فلا يقع منهم ذنب أصلالا
عمدا و لا نسيانا و لا خطاء.
روى في
البحار من الخصال قال: قوله تعالى لا يَنالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ عنى به أنّ
الامامة لا تصلح لمن قد عبد صنما أو وثنا أو أشرك باللّه طرفة عين و إن أسلم بعد
ذلك، و الظلم وضع الشيء في غير موضعه و أعظم الظلم الشّرك قال اللّه عزّ و جلّ إِنَّ
الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ و كذلك لا تصلح لمن قد ارتكب من المحارم شيئا
صغيرا كان أو كبيرا و إن تاب منه بعد ذلك، و كذلك لا يقيم الحدّ من في جانبه حدّ.
فاذا لا يكون
الامام إلّا معصوما، و لا تعلم عصمته إلّا بنصّ اللّه عزّ و جلّ عليه على لسان
نبيّه 6، لأنّ العصمة ليست فى ظاهر الخلقة فترى
كالسّواد و البياض و ما أشبه ذلك و هى مغيبة لا تعرف إلّا بتعريف علّام الغيوب.
و قد مضى
وجوب عصمة الامام بتقرير آخر في مقدّمات الخطبة الثالثة المعروفة بالشّقشقيّة.
ثمّ نبّه على
منقبة عظيمة لرسول اللّه 6 لتكون تمهيدا و توطئة
لمنقبته 7 الرابعة فقال:
(و لقد قرن
اللّه به 6 من لدن كان فطيما أعظم ملك من ملائكته يسلك به