و شرحها بقوله
(وضعني في حجره) و ربّاني
(و أنا وليد) طفل صغير
(يضمّني إلى صدره و يكنفني) أي يضمّنى إلى كنفه و حضنه (في فراشه و يمسّني جسده و يشمّني عرفه) أى
ريحه الطيّب (و كان يمضغ الشيء ثمّ يلقمنيه) و هذا كلّه إشارة إلى شدّة تربيته 6 له و قيامه
بأمره و يوضحه ما رواه الشارح المعتزلي عن الطّبرى فى تاريخه قال: حدّثنا ابن حميد
قال حدّثنا سلمة قال حدّثني محمّد بن إسحاق قال حدّثنى عبد اللّه بن نجيح عن مجاهد
قال:
كان من نعمة
اللّه عزّ و جلّ على عليّ بن أبي طالب و ما صنع اللّه له و أراد به من الخير أنّ
قريشا أصابتهم أزمة[1] شديدة و
كان أبو طالب ذا عيال كثير فقال رسول اللّه 6 للعبّاس
و كان من أيسر بني هاشم: إنّ أخاك أبا طالب كثير العيال و قد ترى ما أصاب النّاس
من هذه الأزمة فانطلق بنا فنخفّف عنه من عياله آخذ من بنيه واحدا و تأخذ واحدا
فنكفيهما عنه، فقال العبّاس: نعم، فانطلقا حتّى أتيا أبا طالب فقالا له: إنّا نريد
أن نخفّف عنك من عيالك حتّى ينكشف عن الناس ما هم فيه، فقال لهما: إن تركتما لي
عقيلا فاصنعا ما شئتما، فأخذ رسول اللّه 6 عليا فضمّه
إليه، و أخذ العبّاس جعفرا فضمّه إليه، فلم يزل عليّ بن أبي طالب مع رسول اللّه
6 حتّى بعثه اللّه نبيّا، فاتبعه عليّ 7
فأقرّ به و صدّقه، و لم يزل جعفر عند العبّاس حتّى أسلم و استغنى عنه.
و رواه كاشف
الغمّة عن الخطيب الخوارزمي عن محمّد بن إسحاق نحوه.
و روى
الشّارح المعتزلي عن الفضل بن عباس قال: سألت أبي عن ولد رسول اللّه 6 الذّكور أيّهم كان رسول اللّه 6
أشدّ حبّا، فقال: عليّ بن أبي طالب، فقلت: سألت لك عن بنيه، فقال: إنّه كان أحبّ
إليه من بنيه جميعا و أرءف ما رأيناه زايلة يوما من الدّهر منذ كان طفلا إلّا أن
يكون في سفر لخديجة و ما رأينا أبا أبرّ بابن منه لعليّ و لا ابنا أطوع لأب من
عليّ له قال الشّارح: و روى جبير بن مطعم قال: قال أبي مطعم بن عدي لنا و نحن