responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 12  صفحه : 275

من أن يطاع و لا يعصى و يذكر و لا ينسى.

ثمّ لمّا وصف اللّه عزّ و علا بأوصاف توجب منه الاتّقاء أردفه بالتنبيه على منافع التّقوى و الثمرات المترتّبة عليها في الدّين و الدّنيا لمزيد الحثّ و الترغيب إليها فقال:

(فانّ تقوى اللّه دواء داء قلوبكم) يعنى أنّها رافعة للأمراض القلبيّة و الرّزائل النّفسانية الموبقة من البخل و الحسد و النفاق و العداوة و البغضاء و غيرها، لأنها مضادّة لها كما أنّ الدواء ضدّ الدّاء (و بصر عمى افئدتكم) بيان ذلك أنّ حصول وصف العمى للأعمى لمّا كان موجبا لعجزه عن إدراكه للمحسوسات، و سببا لضلاله عن الطريق، فكذلك حصول هذا الوصف للأفئدة الناشي من اتّباع الهوى و الانهماك في الشهوات، موجب لقصورها عن إدراك المعقولات، و عن الاهتدا إلى الصراط المستقيم.

و كما أنّ بحسّ البصر يرتفع عمى الأبصار الظاهرة و يحصل إدراك المحسوسات فكذلك بالتقوى يرتفع عمى الأفئدة و يتمكّن من إدراك المعقولات و يهتدى إلى الصراط المستقيم، لكونها مانعة من متابعة الهوى و انهماك الشهوات الموجبين لعماها، و هذا معنى كونها بصرا لعمى أبصار الأفئدة.

روى في الصافي في تفسير قوله تعالى‌ أَ فَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِها أَوْ آذانٌ يَسْمَعُونَ بِها فَإِنَّها لا تَعْمَى الْأَبْصارُ وَ لكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ من التوحيد و الخصال عن السجاد 7 أنّ للعبد أربع أعين: عينان يبصر بهما أمر دينه و دنياه، و عينان يبصر بهما أمر آخرته، فاذا أراد اللّه بعبد خيرا فتح اللّه له العينين اللّتين في قلبه فأبصر بهما الغيب و أمر آخرته، و إذا أراد اللّه به غير ذلك ترك القلب بما فيه.

و فيه من الكافي عن الصادق 7 إنّما شيعتنا أصحاب الأربعة أعين: عينان في الرّأس، و عينان في القلب، ألا و إنّ الخلايق كلّهم كذلك إلّا أنّ اللّه عزّ و جلّ فتح أبصاركم و أعمى أبصارهم.

(و شفاء مرض أجسادكم) هذا وارد مورد الغالب، لأنّ عمدة سبب المرض هو

نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 12  صفحه : 275
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست