خلافته و بأمره، و لكن إذا كان أصل
الخلافة باطلة حسبما عرفته في تضاعيف الشرح مرارا فأيّ ثمر اخرويّ له في هذه
الخيرات النائلة منه إلى الاسلام على فرض تسليمها لأنّه عزّ و جلّ إنّما يتقبّل من
المتّقين، بل كلّ ما صدر منه في أيّام ولايته و خلافته و مخالفته للّه و لرسوله
كان عليه وزرا و وبالا دون أن يكون له ثوابا و نوالا
كمطعمة الرّمان ممّا زنت به
جرت مثلا للخائن المتصدّق
فقال لها أهل البصيرة و التّقى
لك الويل لا تزنى و لا تتصدّق
بل لو قيست سيئة من سيئاته و هي غصب
الخلافة من آل بيت الرّسول و إحراقه لباب ابنته البتول و ما كان بأمره من كسر
ضلعها و سقوط جنينها، و ما نشأت من تلك الشجرة الملعونة الخبيثة و ثمرته من أعظم
الظّلم في وقعة الطّف الّذي لا يتصوّر ظلم فوقه، إلى سيّئات جميع الامّة لرجحت
عليها فضلا عن ساير جرايمه و بدعاته و محدثاته التي بقيت على صفحات الأيام، و
استمرّت إلى يوم القيامة و القيام، فليحملنّ أوزارها كاملة و من أوزار الّذين بها
يعملون، و سيعلم الذين ظلمو آل محمّد حقّهم أىّ منقلب ينقلبون.
الثانية ما
أشار إليه بقوله (و لقد واسيته في المواطن الّتي تنكص) و ترجع (فيها
الأبطال) و الأنجاد (و تتأخّر فيها الأقدام) من أجل (نجدة) و شجاعة (أكرمنى
اللّه بها) و جعلها مخصوصة بي و آثرني بها على غيري.
قال الشّارح
المعتزلي: و هذا يعني المواساة ممّا اختصّ 7 بفضيلته غير مدافع ثبت معه
يوم احد و فرّ النّاس و ثبت معه يوم حنين و فرّ النّاس، و ثبت تحت رايته يوم خيبر
حتّى فتحها و فرّ من كان بعث من قبله.
أقول: أوّل
مواساته عليه و آله آلاف التحيّة و الثناء مبيته على فراش خاتم الأنبياء حتى باهى
اللّه به ملائكة السماء، فوهب نفسه للّه تعالى و بذلها لنبيّه المصطفى و بات على
فراشه لينجو به من كيد الأعداء، و يتمّ له بذلك السلامة و البقاء، و ينتظم له به
الغرض في الدّعاء إلى الحنيفيّة البيضاء، فكان ذلك سبب نجاة النبىّ 6 و بقائه و حقن دمه حتى صدع بأمر ربّه.