responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 12  صفحه : 15

و لكنه يمهل المؤمنين من باب اللّطف حتّى يتوبوا و يتداركوا الذّنوب بالانابة و الاستغفار.

و يمهل الظالمين و يذر الذين لا يرجون لقائه في طغيانهم يعمهون من باب الاستدراج كما قال تعالى‌ وَ لا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّما نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِأَنْفُسِهِمْ إِنَّما نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدادُوا إِثْماً وَ لَهُمْ عَذابٌ مُهِينٌ‌ هذا.

و لما ذكّرهم بأمثال الذين خلوا من قبل و نهاهم عن استبطاء وعيد اللّه سبحانه أردفه بالتنبيه على عمدة سبب الاستحقاق القرون الخالية للطعن و العتاب و اللّعن و العقاب و هو ارتفاع الرّكن الأعظم من الاسلام أى الأمر بالمعروف و النهى عن المنكر من بينهم، و غرضه بذلك تحذير المخاطبين و تنبيههم على أنهم مثلهم في استحقاق اللّعن لارتفاع هذه الخصلة العظيمة من بينهم أيضا و لذلك أتى بالفاء التفريعيّة فقال:

(فانّ اللّه سبحانه لم يلعن القرون الماضية) و لم يحرمهم من رحمته الواسعة (إلّا لتركهم الأمر بالمعروف و النهى عن المنكر) كما اشير إليه في قوله سبحانه‌ لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرائِيلَ عَلى‌ لِسانِ داوُدَ وَ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذلِكَ بِما عَصَوْا وَ كانُوا يَعْتَدُونَ كانُوا لا يَتَناهَوْنَ عَنْ مُنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ ما كانُوا يَفْعَلُونَ‌.

قال الطبرسيّ: أخبر تعالى عما جرى على أسلافهم فقال: لعن الذين كفروا الاية، معناه لعنوا على لسان داود فصاروا قردة و على لسان عيسى فصاروا خنازير.

قال و قال أبو جعفر الباقر 7 و أما داود فانه لعن أهل ايلة لما اعتدوا في سبتهم و كان اعتداؤهم في زمانه فقال: اللّهم البسهم اللعنة مثل الرّدا و مثل المنطقة على الحقوين، فمسخهم اللّه قردة، فأمّا عيسى 7 فانه لعن الذين انزلت عليهم المائدة ثمّ كفروا بعد ذلك قال الطبرسيّ: و انما ذكر اللعن على لسانهما إزالة للابهام بأنّ لهم منزلة بولادة الأنبياء تنجيهم من العقوبة، ثمّ بيّن اللّه تعالى حالهم فقال: كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه، أى لم يكن ينهى بعضهم بعضا و لا ينتهون أى لا يكفّون عما نهوا عنه‌

نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 12  صفحه : 15
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست