قال ابن عباس: كان بنو اسرائيل ثلاث فرق:
فرقة اعتدوا في السّبت، و فرقة نهوهم و لكن لم يدعوا مجالستهم و لا مؤاكلتهم، و
فرقة لما رأوهم يعتدون ارتحل عنهم و بقى الفرقتان المعتدية و الناهية المخالطة
فلعنوا جميعا.
و لذلك قال
رسول اللّه 6: لتأمرنّ بالمعروف و لتنهنّ عن المنكر و
لتأخذن على يد السفيه و لتاطرنه[1] على الحقّ
اطراء أو ليضربنّ اللّه قلوب بعضكم على بعض و يلعنكم كما لعنهم.
و فى الوسائل
عن الحسن بن عليّ بن شعبة في تحف العقول عن الحسين 7 قال: و يروى عن
عليّ 7: اعتبروا أيها الناس بما وعظ اللّه به أولياءه من سوء ثنائه على
الأحبار إذ يقول: لَوْ لا يَنْهاهُمُ الرَّبَّانِيُّونَ وَ الْأَحْبارُ عَنْ
قَوْلِهِمُ الْإِثْمَ و قال لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي
إِسْرائِيلَ- إلى قوله- لَبِئْسَ ما كانُوا يَفْعَلُونَ و إنما عاب
اللّه عليهم لأنهم كانوا يرون من الظلمة المنكر و الفساد فلا ينهونهم عن ذلك رغبة
فيما كانوا ينالونه منهم، و رهبة مما يحذرون، و اللّه يقول: فَلا تَخْشَوُا
النَّاسَ وَ اخْشَوْنِ و قال: الْمُؤْمِنُونَ وَ الْمُؤْمِناتُ
بَعْضُهُمْ أَوْلِياءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَ يَنْهَوْنَ عَنِ
الْمُنْكَرِ فبدء اللّه بالأمر بالمعروف و النهى عن المنكر فريضة منه لعلمه
بأنها إذا ادّيت و اقيمت استقامت الفرائض كلّها و هيّنها و صعبها، و ذلك إنّ الأمر
بالمعروف و النهى عن المنكر دعاء إلى الاسلام مع ردّ المظالم، و مخالفة الظالم، و
قسمة الفىء و الغنايم، و أخذ الصدقات من مواضعها و وضعها في حقّها.
و قد تقدّم
هذا الحديث مع حديث آخر مناسب للمقام و بعض الكلام في الأمر بالمعروف و النهى عن
المنكر في شرح الفصل الثاني من المختار المأة و الخامس و الخمسين (فلعن
اللّه السفهاء) أى الجهّال (لركوب المعاصي و الحلماء) أى ذوى
العقول و الاناة و في بعض النسخ الحكماء بدله (لترك التناهى)