responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 12  صفحه : 14

غيره استبطئوه لذلك و انما وقعوا في هذا الزّعم الفاسد.

(جهلا بأخذه و تهاونا ببطشه و يأسا من بأسه) يعنى أنّ جهلكم بمؤاخذته الشديدة، و تهاونكم ببطشه الناشى من تأخير وقوعه، و يأسكم‌ من بأسه‌ الناشي من طول مدّة البأس صار علّة للاستبطاء فأوجب ذلك جسارتكم على اقتراف الجرائم و اقتحامكم في ورطات الاثام.

كما أنّ أهل القرون الاولى قد وقعوا في الهلاك الدّائم و استحقوا العذاب الأليم أيضا من الجهالة بأخذه كما اشير إليه في الكتاب الكريم في قوله‌ وَ إِذا قِيلَ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَ السَّاعَةُ لا رَيْبَ فِيها قُلْتُمْ ما نَدْرِي مَا السَّاعَةُ إِنْ نَظُنُّ إِلَّا ظَنًّا وَ ما نَحْنُ بِمُسْتَيْقِنِينَ‌.

و من التهاون ببطشه كما حكاه سبحانه عنهم بقوله عقيب هذه الاية وَ بَدا لَهُمْ سَيِّئاتُ ما عَمِلُوا وَ حاقَ بِهِمْ ما كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ‌ و بقوله‌ وَ لَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ فَحاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُوا مِنْهُمْ ما كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ^.

و من اليأس‌ من بأسه‌ كما اخبر عنهم بقوله‌ فَعَقَرُوا النَّاقَةَ وَ عَتَوْا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ وَ قالُوا يا صالِحُ ائْتِنا بِما تَعِدُنا إِنْ كُنْتَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دارِهِمْ جاثِمِينَ‌.

و أما أهل العرفان و الايقان فيعرفون بنور الايمان و اليقين بما أخبر به الأنبياء و المرسلين و شهد به الكتاب المكنون أنّ وعده عزّ و جلّ و وعيده واقعان لا محالة و أنّ أخذه و بطشه و بأسه و إن تأخر حقّ محقّق لا ريب فيه كما قال‌ وَ لا يُرَدُّ بَأْسُنا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ‌ و قال‌ وَ لا يَزالُ الَّذِينَ كَفَرُوا تُصِيبُهُمْ بِما صَنَعُوا قارِعَةٌ أَوْ تَحُلُّ قَرِيباً مِنْ دارِهِمْ حَتَّى يَأْتِيَ وَعْدُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لا يُخْلِفُ الْمِيعادَ وَ لَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ فَأَمْلَيْتُ لِلَّذِينَ كَفَرُوا ثُمَّ أَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كانَ عِقابِ‌.

و يعلمون أنّ التأخير و الامهال في العقاب لاقتضاء الحكمة الالهيّة و لو يعجّل‌[1] اللّه للنّاس الشرّ استعجالهم بالخير لقضى إليهم أجلهم.


[1]- اقتباس من الاية فى سورة يونس( ع)( منه)

نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 12  صفحه : 14
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست