و فيه عن الكليني عن عمر بن يزيد عن أبي
عبد اللّه 7 قال فى التوراة مكتوب يا ابن آدم تفرغ لعبادتى أملاء قلبك
غنى و لا أكلك إلى طلبك، و علىّ أن أسدّ فاقتك و أملاء قلبك خوفا منّى.
و عن عمر بن
جميع عن أبى عبد اللّه 7 قال: قال رسول اللّه 6: أفضل النّاس من عشق العبادة فعانقها و أحبّها بقلبه و باشرها بجسده و تفرغ
لها فهو لا يبالى على ما أصبح من الدّنيا على عسر أم يسر.
و عن أبى
جميلة قال: قال أبو عبد اللّه 7: قال اللّه تبارك و تعالى: يا عبادى
الصّديقين تنعّموا بعبادتى فى الدّنيا فانّكم تنعّمون بها فى الاخرة.
(و) العشرون
أنّهم (لا يستكثرون) من أعمالهم (الكثير) أى لا
يعجبون بكثرة العمل و لا يعدّونه كثيرا و ان أتعبوا فيه أنفسهم و بلغوا غاية
جهدهم، لمعرفتهم بأنّ ما أتوا به من العبادات و إن بلغت في كثرتها غاية الغايات
زهيدة قليلة في جنب ما يترتّب عليها من الثّمرات، كما أشار إليه في الخطبة الثانية
و الخمسين بقوله:
فو اللّه
لو حننتم حنين الوله العجال و دعوتهم بهديل الحمام و جأرتم جؤار المتبتّلي
الرّهبان و خرجتم إلى اللّه من الأموال و الأولاد التماس القربة اليه في ارتفاع
درجة عنده أو غفران سيئة أحصتها كتبه و حفظها رسله، لكان قليلا فيما أرجو لكم من
ثوابه و أخاف عليكم من عقابه، هذا.
مع ما في
استكثار العمل من العجب الموجب لاهباطه و للوقوع في الخزى العظيم و العذاب الأليم.
روى في
الوسائل من الخصال عن سعد الاسكاف عن أبي جعفر 7 قال: ثلاث قاصمات
الظّهر: رجل استكثر عمله، و نسى ذنوبه، و أعجب برأيه.
و من الخصال
عن عبد الرّحمن بن الحجاج عن أبي عبد اللّه 7 قال: قال ابليس: إذا
استمكنت من ابن آدم في ثلاث لم ابال ما عمل فانّه غير مقبول: إذا استكثر عمله، و
نسى ذنبه، و دخله العجب.
و فيه عن
الكليني عن سماعة قال: سمعت أبا الحسن 7 يقول: لا تستكثروا