و لذلك أنّ أولياء الدّين و أئمة التقوى
و اليقين كان هممهم مقصورة على الجدّ و الاجتهاد و التفرّغ للعبادة.
و لقد قام
رسول اللّه 6 كما فى رواية الاحتجاج عن الكاظم عن أبيه
عن آبائه عن أمير المؤمنين : عشر سنين على أطراف أصابعه حتى تورّمت
قدماه و اصفرّ وجهه يقوم اللّيل أجمع حتى عوتب فى ذلك فقال اللّه تعالى طه ما
أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقى بل لتسعد به.
و فى رواية
الكافى عن أبى بصير عن الباقر 7 قال: كان رسول اللّه 6 عند عايشة ليلتها فقالت: يا رسول اللّه لم تتعب نفسك و قد غفر لك ما
تقدّم من ذنبك و ما تأخّر؟ فقال 6: يا عايشة ألا أكون
عبدا شكورا و كان أمير المؤمنين 7 يصلّي فى اليوم و اللّيلة ألف ركعة،
و كذلك ولده عليّ بن الحسين 8 حسبما عرفت آنفا.
و روى فى
الوسايل من العلل عن أبى حمزة قال: سألت مولاة لعليّ بن الحسين 8 بعد
موته فقلت: صفى لى امور علىّ بن الحسين 8 فقالت: اطنب أو اختصر؟
فقلت: بل
اختصري، قال: ما أتيته بطعام نهارا قطّ و لا فرشت له فراشا بليل قطّ.
و روى فيه
أيضا من العيون عن عبد السلام بن صالح الهروى فى حديث انّ الرّضا 7 كان
ربما يصلّى فى يومه و ليلته ألف ركعة، و انما ينفتل من صلاته ساعة فى صدر النهار و
قبل الزّوال و عند اصفرار الشمس، فهو فى هذه الأوقات قاعد فى صلاة «مصلاه ظ» يناجى
ربه.
إلى غير ذلك
من الأخبار الواردة فى وصف عباداتهم :، و كفى فى تأكد المداومة على
العبادة و التفرّغ لها بقوله سبحانه وَ ما خَلَقْتُ الْجِنَّ وَ الْإِنْسَ
إِلَّا لِيَعْبُدُونِ.
روى فى
الوسايل من العلل بسنده عن جميل بن درّاج قال: قلت لأبي عبد اللّه 7:
جعلت فداك ما معنى قول اللّه عزّ و جلّ وَ ما خَلَقْتُ الْجِنَّ وَ
الْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ؟